أكد تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، أن الهزيمة الأخيرة في ديربي العاصمة أمام أتلتيكو مدريد تحمل "ألمًا إيجابيًا للمستقبل"، مشددًا على ضرورة الاستفادة من الأخطاء كما حدث عقب الخسارة أمام باريس سان جيرمان في مونديال الأندية.
وأوضح الإسباني أن الوقت قد حان لمواجهة الواقع دون مسكنات، ومعالجة الأخطاء التي ارتكبت في مواجهة أتلتيكو، بما في ذلك قراراته الشخصية، في خطوة وصفها بأنها بداية للتكفير عن "الخطايا الكروية".
رحلة إلى كازاخستانullscreen
ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية، غادرت بعثة ريال مدريد إلى كازاخستان، متجهة من مركز فالديبيباس التدريبي إلى مطار باراخاس، ووصلت إلى ألماتي، العاصمة السابقة للبلاد، في رحلة طويلة استغرقت 7 ساعات وقطعت أكثر من 6400 كيلومتر، ما شكل فرصة ذهبية للتفكير العميق بعد صدمة الديربي.
ورافق الفريق 22 لاعبًا بغياب المدافعين إيدير ميليتاو، وداني كارفاخال، فيما تم استدعاء الحارسين الشابين ديفيد خيمينيز، وخافي نافارو.
واستقبل أكثر من 300 مشجع الفريق في ألماتي، لكنهم لم يتمكنوا سوى من رؤية نجومهم من بعيد. الرحلة.
جلسات تكتيكية
واستغل ألونسو الرحلة الطويلة لبدء "علاج الجرح"، حيث أجرى جلسات فردية مع لاعبين مختارين، إلى جانب اجتماعات موسعة مع جهازه الفني لمناقشة حلول تكتيكية.
ومن بين القرارات المثيرة للجدل التي أقر بأنها لم تكن موفقة، إشراك جود بيلينجهام أساسيًا، في خطوة تبين أنها جاءت متسرعة نظرًا لعدم جاهزيته الكاملة بعد الإصابة.
معضلة بيلينجهام
بدا بيلينجهام، الذي كان يعتبر مواجهة الديربي موعد عودته الكبير، بعيدًا عن مستواه وفاقداً للانسجام داخل الملعب، في المقابل، أثار غياب الشاب فرانكو ماستانتونو عن التشكيلة الأساسية استياءً، حيث كان يُعول عليه لإضفاء "الجين التنافسي" الذي أعجب ألونسو في الفترة الماضية.
ورغم تألق أردا جولر، الذي لعب بحرية على الجناح وربط الخطوط بتمريراته مع كيليان مبابي، وسجل هدف التعادل قبل أن يقلب النتيجة مؤقتًا، إلا أن خروجه المبكر بسبب بطاقة صفراء واحتساب ركلة جزاء ضده جعل ريال مدريد يخسر أحد أخطر أسلحته.
هشاشة دفاعية
لم تقتصر المشكلات على بيلينجهام، بل امتدت للثنائي الدفاعي الجديد دين هويسن وكاريراس، اللذين كشفا عن هشاشة دفاعية واضحة.
كما غاب الضغط العالي الذي اشتهر به ريال مدريد مؤخرًا، حيث انخفض معدل استعادة الكرة في الثلث الأخير من 6.5 مرة كمعدل موسمي إلى مرة واحدة فقط في الديربي، وهو رقم يعكس تراجعًا مقلقًا في أسلوب اللعب.
دروس من الهزيمتين
يدرك ألونسو أن الخسارة أمام باريس سان جيرمان في مونديال الأندية كانت بمثابة حادث عرضي، لكن هزيمة الديربي جاءت كإنذار حقيقي.
لذلك، شدد على لاعبيه خلال المباراة وبعدها وفي الطائرة أن هذه الهزيمة يجب أن تكون "ضمادة" تمنع جرحًا أكبر لاحقًا.
ويرفض المدرب الإسباني أن تتحول الأخطاء إلى عادة في المباريات الكبرى، مؤكدًا أن الفريق بحاجة إلى رد فعل فوري.
جدول مزدحم
ينتظر ريال مدريد استحقاقات صعبة تبدأ بمواجهة كايرات الكازاخي، ثم فياريال يوم السبت، يعقبها لقاء خيتافي في 19 أكتوبر، ثم مواجهة يوفنتوس يوم 22 من الشهر ذاته، وصولاً إلى الكلاسيكو المنتظر أمام برشلونة يوم السبت 26 أكتوبر.
وتكتسب مواجهة الغريم التاريخي أهمية خاصة بعد فشل ريال مدريد في تحقيق أي فوز في آخر 4 مواجهات أمام برشلونة بقيادة المدرب الألماني هانز فليك.
نقطة انطلاق جديدة
يعتبر ألونسو أن رحلة ألماتي تمثل "الكيلومتر صفر" لانطلاقة جديدة، وأن الألم الناتج عن هزيمة الديربي يجب أن يتحول إلى دافع إيجابي لصناعة مستقبل أقوى.
بالنسبة له، بدأ المستقبل بالفعل، مع التركيز على تحسين الأداء الجماعي والفردي قبل المباريات المقبلة.
تحديات المستقبل
تفتح هذه الخسارة باب النقاش مجددًا حول مدى جاهزية ريال مدريد للمنافسة على جميع البطولات هذا الموسم.
الفريق، الذي أظهر صلابة كبيرة في بداية المشوار وحقق سلسلة انتصارات متتالية، اصطدم بأول اختبار حقيقي أمام خصم قوي، وخرج منه بجرح عميق.
الضغوط تزداد على تشابي ألونسو، ليس فقط بسبب النتيجة، بل لأن الهزائم أمام منافسين مباشرين مثل باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد تكشف عن مشكلات جوهرية تحتاج إلى حلول عاجلة.
انقسام الجماهير
الجماهير منقسمة بين مؤيد للمشروع الفني الجديد بقيادة ألونسو، ومتشائم يرى أن الفريق ما زال يفتقد التوازن في المباريات الحاسمة.
ومع اقتراب الكلاسيكو، يبدو أن مواجهة برشلونة ستكون مؤشرًا حاسمًا لقدرة الفريق على النهوض سريعًا. الإدارة تراقب الوضع عن كثب، مدركة أن أي تعثر جديد أمام الكبار سيعيد إشعال الجدل حول هوية المشروع، وقد يضع المدرب في قلب العاصفة في مرحلة مبكرة من الموسم.
[email protected]
أضف تعليق