أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي من خلال الآلية المعروفة باسم "سناب باك".
وجاء قرار الأمم المتحدة بسبب اتهامات لطهران بانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية والذي يهدف إلى منعها من تطوير قنبلة نووية.
ومن المرجح أن يؤدي انتهاء الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إيران وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين إلى زيادة حدة التوتر في الشرق الأوسط، بعد أشهر قليلة من قصف إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية.
وستخضع إيران مجددا لحظر سلاح وحظر على جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته وأي نشاط متعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية بما في ذلك عمليات الإطلاق.
وتشمل العقوبات الأخرى التي سيُعاد فرضها حظر سفر على عشرات الإيرانيين وتجميد أصول عشرات الأفراد والكيانات الإيرانية وحظرا على توريد أي مكونات يمكن استخدامها في البرنامج النووي الإيراني.
ومن المقرر أن تستأنف أيضا عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد إيران خلال أيام.
ورفض مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي مشروع قرار مقدما من روسيا والصين يدعو إلى تمديد تقني للاتفاق النووي الإيراني (القرار 2231)، وتأجيل مطالب "الترويكا الأوروبية" بإعادة فرض العقوبات ضد إيران، التي لا تعترف روسيا بشرعيتها وشرعية إجراءات استعادة العقوبات ضد طهران.
وكانت الوثيقة التي اقترحتها موسكو وبكين تنص على تمديد القرار ذي الصلة لمدة ستة أشهر مع مطالبة جميع المشاركين الأصليين في خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) باستئناف المفاوضات فورا بهدف إيجاد حل دبلوماسي. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوثيقة توفر "فرصة حقيقية لتصحيح الوضع".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد عودة العقوبات ضد إيران بصفة آلية: "لا يزال التوصل إلى صفقة هو أفضل نتيجة للشعب الإيراني والعالم، وكي يحدث ذلك، يجب على إيران قبول المحادثات المباشرة، التي تعقد بحسن دون توقف أو غموض".
وحذرت "الترويكا الأوروبية" إيران من أي أعمال "تصعيدية" بعد إعادة فرض العقوبات ضدها.
هذا وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن محاولات إعادة فرض عقوبات دولية ضد إيران هي إجراءات غير قانونية.
ومن جهته، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بعد عودته من نيويورك بعد مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن إيران توصلت إلى اتفاق أولي مع "الثلاثية الأوروبية" بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والعقوبات الغربية، لكن موقف الولايات المتحدة حال دون إضفاء الصيغة النهائية على هذا الاتفاق.
وقال الرئيس في كلمة بثها التلفزيون الرسمي: "بخصوص مسألة استعادة العقوبات الدولية، أجرينا مفاوضات مع ممثلي الدول الأوروبية وتوصلنا بشكل عام إلى اتفاق، لكن عندما تفاوضوا مع الولايات المتحدة، وجد الأمريكيون ذرائع مختلفة.. حسب رأيي وكما ذكر أحد المشاركين في اجتماعات ممثلي مراكز الأبحاث.. الولايات المتحدة تريد إيران ضعيفة.. من المستحيل أن يرغبوا في رؤية إيران قوية في المنطقة".
وأشار أيضا لافروف، إلى أن جوهر آلية إعادة فرض العقوبات المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة هو "إبقاء إيران تحت السيطرة بشكل دائم"، وقال: "إن ما يُسمى بآلية "سناب باك" لا يُميز أي نظام عقوبات آخر، وفي جوهره، يسمح لأي دولة بطرح قرار للتصويت لتمديد نظام رفع العقوبات. وحتى دولة واحدة تتمتع بحق النقض (الفيتو) يمكنها عرقلة مثل هذا القرار، مما يعني عدم تمديد العقوبات، هذه الآلية صيغت بطريقة غير أنيقة".
وأضاف الوزير "لقد تمت صياغة هذا القرار بهدف وحيد هو إبقاء زملائنا الإيرانيين تحت الضغط المستمر ومنعهم من اتخاذ خطوة واحدة إلى اليسار أو الى اليمين".
[email protected]
أضف تعليق