شهدت إيطاليا قبل أيام ضجة واسعة عقب انتشار مقطع مصوَّر من أحد المستشفيات ظهرت فيه طبيبة وممرضة وهما تلقيان في القمامة أدوية تابعة لشركة إسرائيلية كبرى، احتجاجًا على سياسات إسرائيل في غزة. الخطوة أثارت نقاشًا واسعًا بين من اعتبرها فعلًا مشروعًا للتعبير عن موقف سياسي وإنساني، وبين من رآها غير لائقة في بيئة طبية.
بالتوازي، وجَّه أكثر من 50 طبيبًا في شبكة مستشفيات الأطفال بإيرلندا رسالة رسمية لوزارة الصحة، طالبوا فيها بوقف استخدام الأدوية الإسرائيلية متى توفرت بدائل عملية. الأطباء أوضحوا أن مطلبهم يأتي في ظل ما وصفوه بـ"كارثة إنسانية متواصلة في غزة"، مؤكدين أن استمرار شراء هذه الأدوية يتعارض مع القيم الطبية والإنسانية، خاصة وأن عائداتها تساهم في تمويل دولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
وجاء في الرسالة أن على المستشفيات اتخاذ خطوات ملموسة لتقليل اعتمادها على منتجات الشركات الإسرائيلية، وعلى رأسها شركة "طيفع" التي تُعد من أكبر موردي الأدوية في أوروبا.
في المقابل، أثارت هذه الدعوات ردودًا من بعض الأوساط الطبية واليهودية في إيطاليا، التي اعتبرت الأمر انعكاسًا لتصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل واليهود في القارة. غير أن ناشطين في حملات المقاطعة أكدوا أن الهدف سياسي وأخلاقي يتعلق بوقف ما وصفوه بـ"التواطؤ الطبي والاقتصادي" مع الاحتلال.
القضية ما زالت تتفاعل داخل الأوساط الطبية والإعلامية في أوروبا، وتسلط الضوء على البعد الإنساني للصراع وعلى دور الشركات الكبرى في تمويله بشكل مباشر أو غير مباشر.
[email protected]
أضف تعليق