لقاء خاص مع الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير: هل نحن على أعتاب حرب جديدة بين إيران وإسرائيل؟ موقع "بُكرا" يحاور الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير حول السيناريوهات المتوقعة في حال تجددت الحرب بين إيران وإسرائيل، وسط توتر إقليمي ومخاوف من تصعيد واسع.
إيران لم تكشف أوراقها كاملة بعد
في مستهل حديثه لموقع بُكرا، قال الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير إن هناك آراء أمنية وعسكرية وسياسية ترى أن إيران، خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، تعمدت إبقاء ردّها محدودًا ومحسوبًا، رغم حجم الضربات التي تلقتها. وأوضح أبو طير أن هذه الآراء تشير إلى أن أي مواجهة قادمة، والتي قد تتجدد قبل نهاية هذا العام، ستكون مختلفة وأكثر دموية، وقد تشهد إيران ردًا نوعيًا وغير مسبوق.
لكنه أشار إلى أن لا توجد أدلة قاطعة على أن إيران اتخذت قرارًا مدروسًا بحصر الرد ضمن حدود معينة، رغم أن صواريخها انطلقت على مدى 12 يومًا وتراجعت حدتها تدريجيًا. وأردف قائلًا: "إذا كانت إيران قد أحجمت، فربما فعلت ذلك تحسبًا لضربات لاحقة، ولإفساح المجال أمام التحرك الدبلوماسي، وتفادي الدخول في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة داخل إيران."
اختراقات أمنية داخل إيران واحتمالات التصعيد
وفي سياق متصل، أشار أبو طير إلى أن الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة كشفت عن وجود اختراقات كبيرة في المؤسسات الإيرانية، إضافة إلى استعداد بعض المكونات الاجتماعية في الداخل الإيراني للتخابر مع إسرائيل، سواء بدافع الحقد أو بهدف إسقاط النظام، أو حتى تمهيدًا لمخطط تفتيت إيران من الداخل.
وأضاف: "هذه المؤشرات، إلى جانب ما يتم تداوله من معلومات أمنية واستخباراتية من واشنطن وتل أبيب وطهران، تفتح الباب أمام احتمالات عودة الحرب، خصوصًا أن إيران يُعتقد أنها ما زالت تُخفي قدرات كبيرة". وشدد على أن عملية تحطيم القدرات الإيرانية مستمرة، وأن طهران قد تستوعب بعض الضربات، ولكن لا يمكن التنبؤ بردّها القادم أو مقارنته بالحالات السابقة.
وحذّر أبو طير من أن أي مواجهة جديدة قد لا تبقى محصورة بين إيران وإسرائيل فقط، بل ربما تمتد لحرب إقليمية أوسع، خاصة مع وجود قواعد أميركية قريبة في الخليج والعراق وسوريا، إلى جانب تصاعد المفاوضات الأوروبية لاحتواء الأزمة.
الهدف الحقيقي ليس النووي فقط
وعن دوافع إسرائيل، رأى أبو طير أن الملف النووي الإيراني مجرد ذريعة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي أعمق من ذلك بكثير. وقال: "إسرائيل تسعى إلى تقسيم إيران، وتغيير النظام الحاكم، والسيطرة على الموارد الإيرانية، ضمن إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي لا يستثني دولًا أخرى مثل تركيا ومصر".
وأوضح أن السيناريو الإيراني يُشبه إلى حد بعيد ما يحدث في غزة، حيث يتم استخدام ذرائع علنية، بينما الأهداف الحقيقية تختلف. ففي غزة، تدّعي إسرائيل أنها تستهدف حماس، بينما الهدف الحقيقي هو تفريغ القطاع من سكانه وإعادة رسم الجغرافيا الفلسطينية. وفي إيران، الذريعة نووية، لكن المستهدف هو الوحدة الجغرافية والاجتماعية والثقافية لإيران.
وفي ختام اللقاء، أكد أبو طير أن الأيام القادمة ستُظهر ما إذا كانت إيران قادرة على توسيع المواجهة والرد بطريقة مختلفة، في حال شعرت أن ما يجري هو معركة بقاء أو فناء.
وقال: "ما زالت إسرائيل غارقة في غزة وتقترب من العام الثالث دون حسم، وتلك جرأة غير بشرية تُمارس ضد الأبرياء".
وأضاف: "التيار المؤيد لإيران يرى أن هناك قدرات مخفية ستُستخدم، لكن يبقى السؤال: هل هذا تعبير عن رغبة باستعادة الهيبة، أم واقع ميداني حقيقي؟" وختم بالقول: "من السذاجة مقارنة أي حرب قادمة مع سابقاتها، فالمتغيرات كثيرة، والمعادلة الآن مختلفة تمامًا".
[email protected]
أضف تعليق