دشنت إسرائيل بداية الأسبوع الجاري على الحدود المصرية الإسـرائيلية، وعلى بعد 11 كيلومترا فقط من معبر كرم أبو سالم، مستوطنة كبيرة.
وكان على رأس حفل التدشين وزير الزراعة والأمن الغذائي الإسرائيلي أفي ديختر ـ الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك وعضو الكابينت الأمني، حيث أبدى سعادته بتأسيس أكبر قرية استيطانية جديدة على حدود مصر مباشرة، ووفق وسائل إعلام إسرائيلية.
ووصف ديختر القرية الاستيطانية بأنها "حجر الأساس" لسلسلة قرى أخرى قادمة وقال إن العمل الزراعي هنا ليس مهنة، بل "هدف صهـيوني" ورسالة حياة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية بجامعة "عين شمس" المصرية في تصريحات لـRT، إن المستوطنة الإسرائيلية الجديدة تبدو للوهلة الأولى "قرية زراعية"، لكن الحقيقة أعمق وأخطر بكثير، فسكانها كلهم جنود مسرّحون من الجيش، جاؤوا من الحرب إلى الحقول، لكن الحقول هنا ليست سوى غطاء لإنشاء خط دفاع استيطاني مسـلـح في صورة مدنية!.
وأوضح عبود أن ديختر بعد أن استعرض المستوطنة بفخر أمام كاميرات وسائل الإعلام العبرية، ربطها برؤية استراتيجية بعيدة المدى تحت شعار "الأمن الغذائي 2050"، أي أن ما يحدث ليس صدفة، بل خطة متكاملة تمتد لعقود.
وقال عبود: "الوزير المجرم الذي طالب جيشه، مؤخرا، بتنفيذ نكبة جديدة للفلسطينيين، ركز على قصة جـنـدية سابقة، خرجت مؤخرا من الخدمة العسكرية واليوم تدير الزراعة في القرية الحدودية… وكأنها نموذج لـ (الجندي ـ المستوطن) وأنهى كلامه بشعار تعبوي : معا سننتصر، شبات شالوم".
وأضاف عبود: "خلف هذه الكلمات، تتضح ملامح مشروع استيطاني جديد على حساب أمن المنطقة"، مؤكدا أن إسرائيل تبني حزامًا استيطانيا عسكريًا - مدنيا على المثلث الحدودي الأخطر (مصر ـ غزة ـ إسرائيل) وتعمل على تحويل الجـنـود المسرحين من الخدمة العسكرية إلى مستوطنين جاهزين يشكلون خط دفـاع متقدم.
وتابع: "لا ننسى التوقيت شديد الحساسية، فالعلاقات المصرية الإســرائيلية متوترة بسبب العـدوان المستمر على غــزة، والإصرار على المضي قدما في خطة الاحـتـلال، وان هذه الخطوة ليست مجرد مشروع زراعي، بل رسالة سياسية مباشرة وواضحة وموجهة".
وقال الخبري المصري خلال تصريحاته لـ RT، إن ما يفعله ننتنياهو وتابعه "الذليل" أفي ديختر إعلان عن نوايا خبيثة، وكل محراث وماكينة ري ورائها بندقـيـة. والمؤكد أن الرد المصري لن يتأخر.
وأكد عبود، أن خطوة الوزير أفي ديختر تكشف بوضوح عن مشروع استيطاني إسرائيلي منظم على خط الحدود بين مصر وغزة تحت غطاء "الزراعة" و"استيعاب الجنود المسرّحين".
وشدد عبود أن هذه الخطوة تحمل أبعادا استراتيجية خطيرة وهي:
1- تثبيت وجود استيطاني عسكري ـ مدني في أكثر النقاط حساسية، أي المثلث الحدودي بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة، وهو ما يعني محاولة فرض أمر واقع أمني وديموغرافي جديد.
2- استخدام شعار "أمن الغذاء 2050" يضفي بعدًا استراتيجيا بعيد المدى، ما يشير إلى أن الأمر ليس مجرد مشروع زراعي، بل جزء من خطة بنية تحتية استيطانية طويلة الأمد.
3- هذه الخطوة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية توترًا متصاعدًا بسبب الحرب على غزة، بما في ذلك الاتهامات المتبادلة، ما يجعل من إقامة هذه القرى رسالة سياسية موجهة للقاهرة قبل أن تكون مجرد خطوة داخلية.
4- تحويل الجنود المسرحين مباشرة إلى مستوطنين في هذه المنطقة يعكس بُعدًا عسكريًا ـ أمنيًا في صورة مدنية، ما يعني عمليًا إنشاء خط دفاع استيطاني على الحدود مع مصر
[email protected]
أضف تعليق