حول الوضع العام في قطاع غزة، قال الدكتور منير البرش - مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة:
"ما نشهده اليوم في قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة غزة، هو مشهد إنساني مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إنها إبادة مركبة، إبادة صحية تستهدف الجسد بالقتل والجوع والمرض، وإبادة نفسية تستهدف الروح. الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى كسر إرادة الناس، وزرع اليأس في نفوسهم عبر الصدمة المستمرة".
"نحن لا نتحدث عن أزمة إنسانية عابرة، بل عن جريمة ممنهجة ضد الحياة ذاتها".
واضاف: "بحسب تصنيف "IPC" (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، أُعلن رسميًا في 15 أغسطس 2025 دخول محافظة غزة مرحلة المجاعة الخامسة، وهي أخطر مراحل انعدام الأمن الغذائي. بعد 22 شهرًا من العدوان المستمر، أكدت هذه الهيئة أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يعيشون في ظروف كارثية تتسم بالجوع والفقر والموت".
"تشير الأرقام إلى أن حوالي مليون شخص – أي ما يعادل 54% من السكان – يعيشون في حالة طوارئ غذائية (المرحلة الرابعة)، بينما يعاني 396,000 آخرون من أزمة غذائية (المرحلة الثالثة). هناك 132 ألف طفل دون سن الخامسة، من بينهم 41 ألفًا يعانون من سوء تغذية حاد. نحن بالفعل في سباق مع الزمن".
إنهاء العدوان وفرض وقف فوري لإطلاق النار
وتابع: إن إنهاء العدوان وفرض وقف فوري لإطلاق النار هو شرط أساسي لتمكين المؤسسات الدولية من الاستجابة الإنسانية الفاعلة في غزة. هذه الاستجابة يجب أن تكون شاملة وعلى نطاق واسع، من خلال:
فتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة
إنشاء مراكز صحية متخصصة لعلاج سوء التغذية
استقدام وفود طبية دولية
إعادة تشغيل المستشفيات ومراكز التغذية
إدخال الأدوية، المكملات الغذائية، وأنواع الحليب العلاجي
"نحن أمام أخطر مرحلة في تاريخ قضيتنا الفلسطينية. الاحتلال لا يسعى فقط إلى إبادة سكان غزة، بل أيضًا إلى تهجيرهم في ظل المجاعة".
ونوه ايضًا: "نتحدث هنا عن شعب أعزل يُجوَّع عمدًا، ويُحرم من الغذاء والدواء، ويُقصف بشكل عشوائي. حتى الركام لم يُترك في شمال غزة، حيث تفجّر قوات الاحتلال الروبوتات المحمّلة بالمتفجرات، محوّلة الأحياء السكنية إلى رماد".
الوضع الصحي في غزة مأساوي بكل المقاييس
واشار كذلك: الوضع الصحي في غزة مأساوي بكل المقاييس. الوصول إلى الرعاية الصحية أصبح أمرًا شبه مستحيل. المرضى لا يجدون دواءً ولا غذاءً سليما. تشير الإحصاءات إلى أن:
80% من المرضى لا يجدون أدويتهم
52% من أدوية الأمراض المزمنة غير متوفرة
64% من أدوية السرطان نفدت بالكامل
حتى الأطفال لم يسلموا. فقد توفي 281 شخصًا نتيجة سوء التغذية، من بينهم 114 طفلًا.
ولا يمكن تجاهل الآثار النفسية المروّعة، لا سيما على الأطفال، الذين يعانون من رعب دائم بسبب التفجيرات العنيفة والروبوتات المحملة بالمتفجرات، والتي يتم تفجيرها وسط الأحياء السكنية.
[email protected]
أضف تعليق