أقيمت اليوم تظاهرة احتجاجية بمشاركة واسعة من المحامين العرب، أمام مباني المحاكم في تل ابيب، وذلك بدعوة من مؤسسات حقوقية وناشطين في المجال القانوني.

وجاءت التظاهرة رفضًا لسياسات النقابة تجاه المحامين العرب، وسعيًا لإيصال رسالة إنسانية وقانونية ضد الحرب على غزة. وفي حديث خاص لموقع "بكرا"، أكد المحامي أحمد غزاوي أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا رمزية ومهنية بالغة الأهمية.

وشارك العشرات من المحامين العرب في تظاهرة نُظّمت اليوم أمام مباني المحاكم في الناصرة، رفضًا للحرب الإسرائيلية على غزة، واحتجاجًا على ممارسات نقابة المحامين الإسرائيلية بحق زملائهم العرب.

رسالة تتجاوز القانون: أبعاد سياسية وإنسانية

قال المحامي أحمد غزاوي لـ"بكرا" إن التظاهرة التي شارك فيها عدد من المحامين العرب تحمل أبعادًا تتجاوز الجانب القانوني البحت، مشيرًا إلى أنها ذات دلالات سياسية وإنسانية كذلك.

وأضاف: "هذه التظاهرة تُعد الأولى من نوعها التي نشهد فيها شراكة حقيقية بين مؤسسات حقوقية ونقابة المحامين، وهي تمثل موقفًا واضحًا ضد انتهاك الكرامة والصمت تجاه النزاع القائم. إن مشاركة نقابة المحامين العرب داخل نقابة المحامين الإسرائيليين تحمل أهمية كبرى، خصوصًا بالنسبة لنا كمحامين، وكأشخاص نسعى للتعبير عن آرائنا بحرية".

تحريض وملاحقة مستمرة للمحامين العرب

وأشار غزاوي إلى أنه خلال العامين الماضيين، تعرّض المحامون العرب لحملات تحريض متواصلة، شملت اعتقالات وتحقيقات من قِبل نقابة المحامين الإسرائيلية، لمجرد تعبيرهم عن آرائهم في قضايا تتعلق بالشأن الفلسطيني.

وتابع: "هذه التظاهرة تُعتبر رسالة واضحة إلى نقابة المحامين، تؤكد على حقنا في حرية التعبير كمحامين، وخصوصًا فيما يتعلق بقضايا مجتمعنا العربي الفلسطيني في غزة، الضفة الغربية، والقدس. نحن جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، ومن حقنا أن نعبر عن مواقفه".

نقابة بلا موقف: الحماية غائبة والملاحقة حاضرة

وشدد غزاوي على أهمية التأكيد أن هذه الرسالة موجهة بالأساس إلى نقابة المحامين نفسها، التي – حسب تعبيره – "لم تقف مع المحامين العرب، ولم تدافع عنهم، بل بالعكس، كانت تلاحقهم قضائيًا وإداريًا."

وقال: "كل منشور، سواء كان مشروعًا أو لا، كانت النقابة تلاحق المحامين بسببه. صحيح أننا نجحنا في الكثير من الحالات بإبطال الشكاوى، لكن كان من المتوقع أن تقوم النقابة بدورها في حماية المحامين، لا ملاحقتهم بسبب آراء لا ترتبط بمهنتهم بشكل مباشر".

وأوضح: "نحن نتحدث عن تصريحات ضد الحرب أو القتل، أو مواقف سياسية عامة، ليست جزءًا من العمل المهني للمحامي. ومع ذلك، كانت النقابة تبادر لتقديم الشكاوى. هذا أمر مرفوض تمامًا، خاصة وأن هذه ليست وظيفتها، عندما لا تكون المنشورات مرتبطة بالممارسة المهنية".

تمييز صارخ في التعامل مع المحامين العرب

وأكد غزاوي أن موقف النقابة كان سيئًا للغاية، بل تمييزيًا في حالات عديدة، وقال: "كانت هناك حملة ملاحقة غير طبيعية ضد المحامين العرب، بينما لم تُقدَّم أي شكاوى ضد المحامين اليهود الذين كتبوا تصريحات شديدة التحريض، وعنصرية وفاشية، مثل الدعوة إلى محو غزة أو التحريض على زملائهم العرب".

وتابع: "للأسف، وصلت الأمور إلى أن رئيس نقابة المحامين نفسه كان يتابع ويقدّم شكاوى ضد محامين ومحاميات عرب بشكل شخصي. هذا يُظهر تمييزًا واضحًا في التعامل، ويكشف خللاً جوهريًا في سلوك النقابة التي من المفترض أن تكون حامية لحرية التعبير، لا أداة لقمعها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]