صرّح المحلل محمد دراوشة لموقع بكرا أن الأصوات اليمينية العنصرية في إسرائيل التي تطالب بإخراج رفات الشيخ عز الدين القسّام من مقبرة نيشر تمثل "خطوة استفزازية وانتقامية، هدفها طمس الرموز التاريخية التي تجسّد وجدان الشعب الفلسطيني".

وقال دراوشة إن الحديث عن تأخير مشاريع التطوير بسبب القبر ليس إلا "غطاء هشّ يخفي مشروعًا أعمق لتصفية الرمزية الفلسطينية من المكان وقطع الصلة بين الأرض والتاريخ"، مشيرًا إلى أن القسّام "لا يزعجهم لأنه مدفون في الأرض، بل لأنه حيّ في الذاكرة، وإخراج رفاته هو محاولة لقتل الرمز لا الجسد".

عقيدة

وأضاف أن وصول العنصرية إلى حدّ نبش قبر رجل رحل قبل قرن "يعني أن الحقد تجاوز السياسة وتحول إلى عقيدة"، وأن هذه الخطوة "انتهاك لحرمة الموتى ورسالة واضحة بأنه لا مكان لرموز المقاومة أو لمن يذكّر بتاريخ النضال حتى لو كان تحت التراب".

وشدد دراوشة على أن قبر القسّام ليس الوحيد المستهدف، مشيرًا إلى أن "المسجد الأقصى، والكنائس، والمقابر الإسلامية كلها تتعرض لمحاولات ممنهجة للمسّ بها عبر التهويد أو الإهمال أو النبش، في سياسة تهدف لتغيير معالم المكان وإعادة تشكيل الوعي الجمعي".

وختم بالقول إن الردّ على هذه الممارسات يجب أن يكون "أخلاقيًا وشعبيًا وإنسانيًا، فاحترام القبور مبدأ إنساني عالمي، وإخراج رفات القسّام ليس مجرد نبش قبر، بل نبش للذاكرة واعتداء على التاريخ وإهانة للكرامة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]