أوتاوا – أعلن رئيس وزراء كندا مارك كارني خلال مؤتمر صحفي اليوم أن كندا ستعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، وذلك في إطار أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد كارني التزام بلاده بحل الدولتين، مشيرًا إلى أن الاعتراف الفلسطيني سيُترسخ على قاعدة السلام والأمن لكلا الطرفين، موضحًا أن الاعتراف يقصد به التمثيل الكامل للفلسطينيين في الأمم المتحدة. وأضاف أن كندا تدين تدهور الوضع الإنساني في غزة، وتدعو إلى إنهاء الأعمال العسكرية والسماح العاجل بدخول المساعدات، وأنها ستعمل في جميع المحافل الدولية لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك المؤتمر الدولي المرتقب حول تطبيق حل الدولتين في نيويورك.

حتى عام 2024، كانت كندا ترفض الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية رغم دعمها المعلن لحل الدولتين. ورغم تقديم مقترحات برلمانية للاعتراف، فقد حُذفت صيغة الاعتراف الصريح من المشروع النهائي الذي أُقر في مارس 2024، ما جعل الموقف الرسمي مقتصرًا على التوجه السياسي دون إعلان مباشر.

إعلان كندا يأتي بعد خطوات مشابهة من فرنسا وبريطانيا. فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو 2025 أن بلاده ستعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، معتبرًا أن هذه الخطوة ضرورية لدعم حل الدولتين وأنها ستقترن بالحفاظ على أمن إسرائيل والتعايش السلمي. وبعده بأيام، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة ستعترف بالدولة الفلسطينية أيضًا في سبتمبر ما لم تقم إسرائيل بخطوات لوقف العمليات العسكرية وتعليق ضم الضفة الغربية والدخول في مسار سياسي نحو تسوية دائمة. الحكومة البريطانية أوضحت أن هذه الخطوة تهدف للضغط من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية وليست دعمًا لأي جهة مسلحة، وأن الاعتراف خطوة واقعية نحو حل الدولتين.

تأتي هذه التحركات الدولية في ظل تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني بقطاع غزة وارتفاع عدد الضحايا وتزايد العزلة السياسية لإسرائيل. الاعتراف المتزامن من دول مؤثرة مثل كندا وفرنسا وبريطانيا يمثل تحولًا سياسيًا مهمًا داخل مجموعة السبع، ويمنح القضية الفلسطينية زخمًا جديدًا قد يدفع نحو تسوية دبلوماسية شاملة. كما أن هذه الخطوات من شأنها أن تزيد الضغط على الدول المترددة مثل ألمانيا والولايات المتحدة لإعادة النظر في مواقفها التقليدية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

من المتوقع أن تتخذ عدة دول أوروبية أخرى مواقف مشابهة خلال أغسطس وسبتمبر، خاصة في إطار مؤتمر نيويورك للسلام المزمع عقده أواخر يوليو، حيث يشكل الاعتراف الفلسطيني محورًا أساسيًا في مساعي دولية متجددة لدفع حل الدولتين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]