في أول مقابلة موسعة له منذ توليه إدارة بلدية الناصرة كرئيس للجنة المعينة، يكشف يعقوب أفراتي في تصريحات خاصة لموقع بكرا عن تفاصيل خطة الإشفاء المالي والإداري التي بدأ تطبيقها فورًا، في محاولة لإخراج المدينة من أحد أعقد أزماتها الاقتصادية والإدارية. من أزمة أجور، إلى عجز يتجاوز 300 مليون شيكل، إلى جهاز بلدي متضخم وغير فعال، يشير أفراتي إلى أن الناصرة لم تكن فقط في أزمة، بل في مسار انهيار شامل يستدعي تدخلًا مهنيًا عاجلًا.
أفراتي أكد أن موظفي البلدية، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أربعة أشهر، سيحصلون اليوم أو غدًا على معاشين من أصل أربعة، كخطوة أولى نحو استعادة الثقة. لكنه أوضح أن "الأزمة أعمق من الرواتب"، حيث توجد أيضًا فجوات خطيرة في تحويل الأموال إلى صناديق التقاعد والتأمين، ما يعني تهديدًا مباشرًا لأمن الموظفين المستقبلي. "لدينا اليوم 1,400 موظف في البلدية، ولكن لا توجد آليات تشغيلية فعالة، حتى مركبات البلدية لا تعمل بسبب غياب التأمين والفحوصات الفنية"، أضاف أفراتي لموقع بكرا.
خطة الإشفاء
في صلب خطة الإشفاء، تم حتى الآن فصل 226 موظف، في إطار إعادة هيكلة للجهاز البلدي، بعد اكتشاف أن أقسامًا كاملة في البلدية لا تعمل أصلًا أو غير مفعّلة منذ زمن. "وجدنا موظفين على كشوفات الرواتب دون وظائف فعليّة، مثل عاملة في حاضنة مغلقة منذ أشهر. لا يمكن أن نستمر بهذا الشكل"، قال أفراتي. وفي الوقت ذاته، أعلن عن رفع ضريبة الأرنونا بنسبة 30%، مشيرًا إلى أن نسبة الجباية في الناصرة متدنية بشكل غير مسبوق مقارنة بمتوسط الدولة، وأن نحو 2 مليار شيكل من الديون المتراكمة لم تُجبى بعد. وأكد أن رفع الجباية هو خطوة ضرورية لتحقيق الحد الأدنى من التوازن المالي، وإنهاء الاعتماد المزمن على القروض لتغطية النفقات الأساسية مثل جمع النفايات ودفع الرواتب.
أفراتي أشار إلى أن مقاول جمع النفايات يحصل حاليًا على دفعاته بشكل يومي لتأمين الاستمرارية، لكنه شدد على أن هذا ليس حلًا، بل مجرد إسعاف أولي، والحل الحقيقي يتطلب بناء نموذج طويل الأمد ومستقر للخدمات الأساسية. في هذا السياق، أكد أن خطة الإشفاء تتضمن مخصصات فعلية لمشاريع تطوير ستنطلق فور استعادة التوازن، بما يشمل تحسين البنية التحتية، إعادة تأهيل أحياء مهمشة، وتعزيز الجاذبية السياحية للمدينة.
العلاقة مع الوزارات الحكومية
وفيما يتعلق بالعلاقة مع الوزارات الحكومية، عبّر أفراتي عن تفاؤله قائلاً لموقع بكرا: "رغم التحديات التي تواجهها السلطات المحلية العربية والبيروقراطية الثقيلة، لدي قناعة أن الوزارات ستخضع للمطلب في الناصرة. نحن لا نطالب بالمستحيل، ناهيك أنّ هنالك التزام للجنة المعينة"، مشددًا على أن النهضة في الناصرة لا يمكن أن تتم دون شراكة كاملة مع الدولة، ودون تصحيح حقيقي لمسار التمييز في توزيع الموارد.
أفراتي أكد أن هدفه هو الوصول إلى موازنة طبيعية بحلول العام 2026، وأنه رغم صعوبة التحدي أحيانًا وشعوره بالندم الشخصي بسبب ضغوط المنصب والسفر اليومي من القدس، فإنه يرى في المهمة الحالية مسؤولية وطنية ومهنية لا يمكن التراجع عنها. "هذه ليست فقط خطة لإدارة العجز، بل خطة لإعادة بناء مدينة كاملة من جديد"، ختم حديثه لموقع بكرا.
[email protected]
أضف تعليق