شهدت جلسات الكنيست الإسرائيلي مؤخرًا تصعيدًا كلاميًا وتحريضًا حادًا ضد مصر، وصفه مراقبون بـ"غير المسبوق"، وذلك في ظل مزاعم إسرائيلية بأن القاهرة لم تعد تلعب دور الوسيط المحايد بين إسرائيل وحركة حماس، بل أصبحت طرفًا في الصراع.
وخلال جلسة خاصة حملت عنوان "الحدود المصرية-الإسرائيلية والواقع الأمني المتغير"، شارك فيها عدد من أعضاء الكنيست والمستشرقين الإسرائيليين، وُجهت اتهامات مباشرة لمصر بدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتغاضي عن تهريب الأسلحة عبر الحدود، فضلًا عن "تحريض الإعلام المصري ضد إسرائيل"، بحسب زعمهم.
النائب عيدان رول، والنائبة ليمور سون هرميليخ، تصدرا الحملة، حيث قال رول إن "وسائل الإعلام المصرية لا تزال تصف إسرائيل بالعدو، رغم معاهدة السلام"، كما اتهم المصريين بـ"معاداة السامية"، زاعمًا أنهم ينشرون صورًا لأدولف هتلر مرفقة بتعليقات تدعو للموت لليهود.
من جانبه، هاجم المستشرق والخبير الإسرائيلي في الشأن المصري، إيدي كوهين، السفيرة السابقة لدى القاهرة، أميرة أورون، متهمًا إياها بـ"التقليل من خطورة مصر"، وأضاف أن "مصر باتت أكبر خطر على أمن إسرائيل"، على حد قوله.
وزعم كوهين أن التحركات العسكرية المصرية في سيناء "تتجاوز ما نصت عليه اتفاقية السلام"، مؤكدًا أن مصر، حكومة وشعبًا، "لا تزال تعتبر إسرائيل عدوا"، مستخدمًا في حديثه تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إنها تشير إلى احتمال تجدد المواجهة بين الجانبين.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي في وقت حساس، وسط توتر إقليمي متصاعد وتكهنات حول إعادة رسم العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل التنسيق الأمني بين الطرفين وحدود تدخل إسرائيل في شؤون جارتها الجنوبية.
[email protected]
أضف تعليق