كشف استطلاع جديد أعدّه مؤشر العلامات التجارية في إسرائيل عن أنماط استهلاك فريدة في المجتمع العربي، تُظهر مزيجًا من الانفتاح على التكنولوجيا، وولعًا متزايدًا بالعلامات التجارية العالمية، وتغيّرًا في التوجهات الاقتصادية والاجتماعية، تقوده شريحة الشباب.
لأوّل مرة، تضمن الاستطلاع تحليلًا خاصًا لتفضيلات المستهلكين العرب في الداخل، الذين يشكلون نحو 21% من السكان. النتائج أظهرت أن المستهلك العربي يفضل العلامات الفاخرة مثل مرسيدس وBMW وآيفون، ويميل إلى المنتجات ذات الطابع العالمي بدلًا من المحلي. في هذا السياق، تصدّرت علامات مثل "واتساب" و"يوتيوب" و"غوغل" و"أديداس" قائمة العلامات المفضلة، إلى جانب حضور قوي لماركات السيارات الراقية.
العلامة الأبرز بحسب الاستطلاع كانت تطبيق الملاحة "ويز"، الذي احتل المرتبة الأولى لدى العرب واليهود على حد سواء، في إشارة إلى قواسم تقنية مشتركة تتجاوز الفوارق الثقافية.
تنوفا
ورغم أن بعض العلامات الإسرائيلية التقليدية مثل "بمبا" و"شوكولاتة البقرة" لا تحظى بشعبية تُذكر لدى الجمهور العربي، فإن علامات مثل "تنوفا" حققت حضورًا لافتًا، خاصة مع توظيفها لنحو 20% من العمال العرب وتوجهها الإعلاني الواضح نحو المجتمع العربي خلال شهر رمضان.
في مجال الصحة، تصدرت "كلاليت" ترتيب صناديق المرضى الأكثر شعبية في المجتمع العربي، في ظل انتشارها الواسع في البلدات العربية، وهو ما يعكس تفضيلًا واضحًا للعلامات التي تتواجد فعليًا على الأرض وتلبي احتياجات السكان.
اللافت في التقرير أيضًا هو الحضور المتنامي للنساء العربيات في سوق العمل، والارتفاع الملحوظ في التحصيل العلمي والدخل خلال العقد الأخير، ما أسهم في توسيع القدرة الشرائية وتعزيز الطلب على المنتجات الفاخرة، بما في ذلك السفر والمطاعم والموضة.
تجارة الكترونية
وفيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، بدأت تشهد رواجًا متزايدًا، خصوصًا لدى النساء، مع تحوّل مواقع مثل "علي إكسبرس" إلى علامات مفضلة.
وأشار باحثون إلى أن التوتر الأمني في بعض المناطق يدفع المستهلك العربي نحو الشراء من الإنترنت بديلًا عن التنقّل الجغرافي.
ورغم هذه الفروقات، تظهر التكنولوجيا كعامل توحيد واضح بين المجتمعين العربي واليهودي، مع تطابق في استخدام التطبيقات والمنصات الرقمية الكبرى.
الدراسة تضع أمام صانعي القرار والشركات صورة أوضح وأكثر تعقيدًا لجمهور عربي آخذ بالتغيّر، يجمع بين التقاليد والانفتاح، وبين الخصوصية الثقافية والتقارب التكنولوجي مع بقية السكان.
[email protected]
أضف تعليق