أطلق عشرات المثقفين والمفكرين والفنانين المغاربة بيانًا جماعيًا وصفوه بـ"صرخة للضمير الإنساني"، استنكارًا لما وصفوه بجرائم الإبادة والتجويع الممنهج التي يتعرض لها سكان غزة، ولا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، مطالبين الدولة المغربية بمراجعة علاقتها مع إسرائيل.

وجاء في البيان: "ما نشهده من فظائع يهزّ ضمير العالم، ويضع البشرية أمام مفترق طرق حاسم: إما الانحدار نحو التوحش ونفي القيم، أو الانتصار لقيم الإنسانية والتضامن والعدالة التي راكمتها البشرية عبر قرون من النضال".

توقيعات بارزة من النخبة المغربية
ضم البيان توقيع نخبة من المثقفين والمبدعين البارزين، من ضمنهم: عبد اللطيف اللعبي، محمد بنيس، محمد نور الدين أفاية، مليكة العاصمي، محمد الأشعري، فريدة بليزيد، عبد الصمد بنشريف، لطيفة البوحسيني، أحمد بوزفور، ياسين عدنان، صلاح الوديع، وغيرهم من الشخصيات الفكرية والأدبية والأكاديمية.

وأشار الموقعون إلى أن هذا البيان يأتي ضمن سلسلة من المبادرات التي شهدها الوسط الثقافي المغربي منذ أكتوبر 2023، شملت وقفات ومسيرات وإصدارات جماعية تعبّر عن الرفض المطلق لما يتعرض له الفلسطينيون، والتواطؤ الدولي الصامت.

موقف أخلاقي وثقافي واضح
وأكد المثقفون أن ما تتعرض له غزة من دمار وتجويع وقتل ممنهج يرقى إلى جرائم حرب وإبادة، مطالبين المجتمع الدولي بوقف الصمت وتفعيل قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وبناء دولتهم المستقلة.

كما طالبوا الدولة المغربية بـ"إعادة النظر، وبشكل عاجل، في الاتفاق الذي يجمعها بإسرائيل"، معتبرين أن "التعامل مع كيان متورط في الفظاعات التي تشهدها غزة لا ينسجم مع الضمير المغربي الجمعي، ولا مع تاريخ المغاربة في الدفاع عن القضايا العادلة".

شهادات من المثقفين
قال المفكر محمد نور الدين أفاية في تصريح لـ"هسبريس": "هذه صرخة موجَّهة إلى الضمير العالمي، وإلى صانعي القرار السياسي، من أجل وقف الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. السكوت في مثل هذه اللحظات هو شكل من أشكال المشاركة في الجريمة".

أما المؤرخ امحمد جبرون، فأكد أن "ما يحدث يتجاوز الوصف، وهو اختبار قاسٍ لكل المبادئ الإنسانية، ويكشف هشاشة الضمير العالمي".

بدوره، قال الشاعر صلاح بوسريف: "هناك مقاومة مشروعة لشعب يتعرض لأبشع أنواع التصفية. هذا البيان رغم تأخره، مهم لأنه يصدر عن مثقفين مغاربة يشهد لهم بالحضور والتأثير محليًا وعربيًا".

وأكد الإعلامي عبد الصمد بنشريف أن "ما نشاهده من دمار وتجويع وتهجير ممنهج يُعدّ كارثة إنسانية مكتملة الأركان، وإذا لم نرفع الصوت اليوم، فإننا نمنح الضوء الأخضر لمزيد من الفظاعات".

ضمير المثقف
خلص البيان إلى التأكيد على أن "كل كلمة تنديد، وكل صوت حر، هو بمثابة جدار أخلاقي في وجه التوحش"، مشددين على "ضرورة التمسك بالقيم الإنسانية الأساسية، والوقوف الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والكرامة والحرية".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]