يتابع أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل بقلق بالغ ما يجري في مدينة السويداء جنوب سوريا، التي تُعرف بـ"عاصمة الدروز"، حيث ارتُكبت خلال الأيام الأخيرة مجازر مروّعة بحق السكان الدروز، عقب انسحاب قوات النظام السوري من المنطقة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
بحسب مصادر حقوقية، فقد قُتل ما يزيد عن 500 شخص خلال خمسة أيام من المعارك بين مقاتلين دروز ومسلحين بدو سنة مدعومين من النظام السوري. من بين الضحايا: 79 مقاتلًا درزيًا، 83 مدنيًا تم إعدامهم ميدانيًا، وأكثر من 150 جثة تم نقلها إلى مستشفى المدينة وسط حالة من الفوضى وانهيار في الخدمات الصحية.
شهادات من قلب المدينة كشفت عن مشاهد مروّعة: جثث في الشوارع، متاجر منهوبة، سيارات محترقة، ورائحة تعفّن تنتشر في الأحياء المهجورة. وقالت الطبيبة حنادي عُبيّد، المقيمة في المدينة، إنها رأت ثلاث جثث في الطريق إلى المستشفى، إحداها لامرأة مسنّة، ووصفت المدينة بأنها "تبدو كمن اجتاحها زلزال".
فرار البدو
في موازاة ذلك، فرّ مئات السكان البدو من السويداء خوفًا من عمليات انتقامية من قبل الدروز، وسط تحذيرات من تصعيد إضافي قد ينسف اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية، وبضغط مباشر من إسرائيل، التي شنّت هجمات جوية على دمشق لتحذير النظام من المساس بالمجتمع الدرزي.
الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، أعرب عن "أسفه" للأحداث، متعهدًا بفتح تحقيقات، لكنه يواجه اتهامات داخلية وخارجية باستخدام القوات الموالية له لتنفيذ مذابح بحق الأقليات، في مقدمتها الطائفة الدرزية التي تشكل نحو 700 ألف نسمة في سوريا.
في إسرائيل، عبّر زعماء الطائفة الدرزية عن تضامنهم مع إخوانهم في السويداء، وطالبوا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بالتدخل العاجل لحماية السكان الدروز من التصفية والتهجير. وقال أحد الوجهاء: "ما يحدث في السويداء ليس مجرد صراع داخلي، بل تهديد مباشر لوجودنا كمجتمع أصيل في المشرق العربي".
[email protected]
أضف تعليق