أكد الكاتب والمحلل السياسي توفيق طعمة لموقع بكرا على أهمية المؤتمر الدولي حول "حل الدولتين" المزمع عقده في نيويورك بين 17و 20 من الشهر الجاري، برئاسة السعودية وفرنسا.

وقال انه لا يمكننا التقليل من أهمية هذا الاجتماع، فهو يأتي لتأكيد مبدأ حل الدولتين، وللتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه، في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

واضاف طعمة كما أنه يوجه رسالة للمجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني ما يزال يعيش تحت الاحتلال، وأن هذا الاحتلال يجب أن ينتهي، ويؤكد أيضًا على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم كل هذا، من حيث المبدأ، أمر إيجابي.

وشدد طعمة على أن الشعب الفلسطيني بحاجة اليوم إلى اجتماعات دولية جدية لوقف الحرب على قطاع غزة.

ماذا سيستفيد أهل غزة، والمهجّرون

وتساءل ماذا سيستفيد أهل غزة، والمهجّرون، والمواطنون الذين يتعرضون للقصف والإبادة بشكل يومي؟ ماذا عن أكثر من مئة شهيد يوميًا، عن مصادرة الأراضي، عن مخيمات دُمّرت بالكامل، عن سياسة التهجير في الضفة وغزة، عن الفصل العنصري؟ ما الذي سيعود علينا كمواطنين فلسطينيين من اجتماع حول "حل الدولتين"، بينما نُذبح على مرأى العالم؟

وقال نريد اجتماعًا دوليًا يُفضي إلى قرارات فاعلة، تُطبّق على الأرض، تشمل:

فرض عقوبات على إسرائيل، مقاطعتها، سحب الشرعية الدولية عن الاحتلال.

وأشار المحلل طعمة المقيم في الولايات المتحدة الى انه إذا كان الأوروبيون صادقين في دعمهم لحل القضية الفلسطينية، فعليهم أولًا إيقاف الحرب والإبادة الجماعية، وبعد ذلك يمكن الحديث عن "حل الدولتين".

وقال أنا كفلسطيني متابع للاحداث، لا أرى أهمية حقيقية لهذا الاجتماع في ظل ما يحدث في قطاع غزة. ما يهمني الآن هو وقف القتل، الإبادة، التهجير، العدوان، الاجتياحات، القصف اليومي، إحراق القرى والمدن والمحاصيل، تهجير المواطنين، هذا هو الجوهر الآن.

ما يفعله الأوروبيون اليوم يعكس عجزهم الكامل

وأكد طعمة أن ما يفعله الأوروبيون اليوم يعكس عجزهم الكامل عن وقف الحرب على غزة، فجاؤوا بهذا الاجتماع ليقولوا إنهم مع الشعب الفلسطيني، في محاولة لذر الرماد في العيون، وللتخفيف من الذنب الأخلاقي الذي يشعرون به، دون أن يقدموا شيئًا ملموسًا.

واضاف واضح أن الأوروبيين فشلوا في اتخاذ قرارات حاسمة وجدية، مثل فرض العقوبات أو المقاطعة، لإجبار إسرائيل على وقف الحرب. بل إن بعض هذه الدول، مثل ألمانيا وبريطانيا، تُزوّد إسرائيل بالسلاح.

وختم طعمة بالقول نحن كفلسطينيين نطالب اليوم بوقف الحرب، لا نمانع في عقد اجتماعات، لكن الأولوية واضحة: وقف العدوان أولًا. قبل أيام، صوّت مجلس الأمن لصالح قرار وقف إطلاق النار، ووافقت عليه 14 دولة، باستثناء الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو.هذا الموقف الدبلوماسي جيد، لكنه غير كافٍ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]