تفاقمت أزمة النفايات في مدينة الناصرة خلال الأيام الأخيرة، بعد أن عجزت البلدية عن جمع القمامة، ما أدى إلى تراكمها بشكل لافت في عدة مناطق، وإشعال النار في بعضها، إضافة إلى قيام بعض السكان بإغلاق الطرق بالنفايات. ووثّقت مقاطع فيديو تداولها ناشطون انتقادات سائح أجنبي لحال النفايات المتكدسة أمام كنيسة البشارة، ما سلّط الضوء دوليًا على تدهور الوضع البيئي في المدينة.
وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي، قررت مجموعة من الناشطين تنظيم وقفة احتجاجية خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أن شهدت منطقة العين الأسبوع الماضي حملة تنظيف تطوعية نظمها ناشطون.
بلوط: حولنا 700 ألف شيكل
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قال رئيس بلدية نوف هجليل، رونين بلوط، الذي يترأس "عنقود الجليل" وتُعد بلدية الناصرة عضوًا فيه، في حديث لـ"بكرا" انه قرر تحويل مبلغ 700 ألف شيكل من ميزانية العنقود لمقاولي جمع النفايات، في تدخل هو الثاني من نوعه بعد خطوة مماثلة قام بها قبل أشهر. وأكد بلوط في حديثه لموقع "بكرا" أن هذا الدعم مؤقت، وسيستمر فقط حتى نفاد المبلغ المحول، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية ما زالت تدرس توصيات اللجنة التي عُينت لفحص أداء بلدية الناصرة.
تعقيب الوزارة
من جهته، عقّب المتحدث باسم وزارة الداخلية، كوبي التار، لموقع "بكرا"، بأن جمع النفايات من مسؤولية بلدية الناصرة، مؤكدًا وجود إخفاقات في إدارتها دفع الوزارة لتعيين لجنة تحقيق وتدرس الوزارة حاليا اصدار قرار فيما يتعلق بتوصيات اللجنة، رغم أن الوزارة كانت قد موّلت سابقًا عمليات جمع النفايات بشكل استثنائي عبر عنقود الجليل، وسمحت بمواصلة هذا الترتيب مؤقتًا.
في المقابل، أصدرت بلدية الناصرة بيانًا أعلنت فيه التوصل إلى اتفاق جديد مع "عنقود الجليل" لاستئناف جمع النفايات، وبدء التنفيذ اعتبارًا من اليوم عبر مقاول معتمد، وفق برنامج منظم وبمعايير مهنية.
وأكدت البلدية أن رئيسها، السيد علي سلام، يواصل جهوده مع وزارتي الداخلية والمالية لتأمين ميزانية تضمن استمرارية العمل وتغطية المستحقات، معربة عن شكرها للنائب د. أحمد الطيبي ورئيس مركز الحكم المحلي حاييم بيبس على دعمهما.
وختمت بلدية الناصرة بيانها بتوجيه الشكر لأهالي المدينة على صبرهم وتعاونهم، داعية إلى الحفاظ على النظافة العامة، ومؤكدة التزامها بتقديم خدمات بيئية لائقة ومستقرة.
تحذير من التلوث
وفي سياق متصل، أصدرت وزارتا حماية البيئة والصحة، اليوم الأربعاء، تحذيرًا لسكان الناصرة، نوف هجليل، وإكسال، بالبقاء في منازلهم وإغلاق النوافذ وتشغيل المكيفات، بسبب حرائق نفايات منزلية متعددة في الناصرة ومحطة نقل النفايات القريبة، مصحوبة بدخان كثيف. الحرائق أطلقت ملوثات هوائية، مثل الجسيمات القابلة للتنفس والمركبات العضوية، قد تؤثر على الجهاز التنفسي. دعت الوزارتان إلى الالتزام بتعليمات قوات الأمن، مع استمرار التحديثات حسب الحاجة.
[email protected]
أضف تعليق