في ظل أزمة سياسية وأمنية خانقة، يظهر ائتلاف "حان الوقت" كمبادرة نادرة في المشهد المدني الإسرائيلي، إذ يجمع بين منظمات يهودية وعربية في تعاون غير مسبوق. مايا سڤير، الكاتبة والناشطة ومديرة منظمة Search for Common Ground in Israel وعضو لجنة التوجيه في الائتلاف، وصفت في حديث خاص لموقع "بكرا" هذا التحالف بأنه "معجزة حقيقية"، مشيرة إلى أن المنظمات فشلت على مدار سنوات طويلة في العمل المشترك، لكن خطورة المرحلة دفعت الجميع إلى تجاوز الخلافات وتوحيد الجهود حول أهداف مشتركة.
الائتلاف يضم 63 منظمة تنشط في مجالات المجتمع، السلام، والمساواة، وقد التقت على رؤية موحدة تدعو إلى وقف فوري للحرب، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق الحرية والمساواة، وضمان حق تقرير المصير. هذا التوافق لم يبق في الإطار النظري، بل تُرجم إلى نشاطات واسعة على الأرض، بدأت قبل أكثر من عام بتظاهرة مركزية في تل أبيب شارك فيها نحو ستة آلاف شخص، ثم توسعت الفعاليات لتشمل 14 موقعًا مختلفًا في أنحاء البلاد.
الحدث في القدس
إحدى أبرز محطات الائتلاف كانت في شهر أيار، عندما نظّم فعالية كبيرة في قاعة "بنياني هأوما" في القدس، المكان الذي كان يُستخدم سابقًا لتخطيط العمليات العسكرية ضد غزة. هذا الموقع لم يُختر عبثًا، بل جاء ليعكس الرغبة في تحويل رمزية المكان: من نقطة انطلاق للحرب إلى نقطة انطلاق للسلام. الفعالية شملت نقاشات غنية وورشات عمل حول السلام كخيار واقعي، العلاقة بين الأمن والسلام، دور النساء في بناء السلام، وأهمية التربية السياسية السلمية. كما خُصصت جلسة لمناقشة البدائل السياسية الممكنة لحل الصراع، وافتتحت المناسبة بنداء جماعي من على المنصة: "نطالب بوقف الحرب فورًا".
مايا سڤير شددت في حديثها على أن هذه الفعاليات ليست مؤقتة أو رمزية، بل تعكس التزامًا طويل المدى بمسار سياسي بديل. "لسنا فقط نعارض الحرب، بل نعمل على بناء أفق سياسي حقيقي للسلام"، قالت، مضيفة أن لدى الائتلاف الإرادة والإصرار، ولن يتنازل عن مطلبه الأساسي بأن يصبح السلام بندًا ثابتًا في الأجندة السياسية الإسرائيلية. بالنسبة لها، الأطفال في هذه البلاد – يهودًا وعربًا – يستحقون مستقبلًا آمنًا، وهذا هو الدافع للاستمرار رغم التحديات.
[email protected]
أضف تعليق