تعمل وزارة المواصلات على الترويج لنظام دفع جديد في وسائل النقل العام، من المفترض أن يرفع القطاع إلى مستوى المعايير الدولية، لكنه في الواقع قد يؤدي إلى خسائر مالية للمستخدمين.

النظام الجديد، الذي تدفع به وزيرة المواصلات ميري ريغيف، سيسمح بالدفع المباشر في محطة الدفع باستخدام بطاقات الائتمان، كما هو متبع في الخارج. تمرير البطاقة على الجهاز سيحجز مبلغًا من بطاقة الائتمان أو من التطبيق، وفي نهاية اليوم أو الشهر سيتم خصم السعر الأرخص، سواء كان ذلك عبر تذكرة لمرة واحدة أو اشتراك يومي أو شهري. بهذه الطريقة، سيدفع الركاب بأثر رجعي ويستفيدون من السعر الأقل دون الحاجة للالتزام المسبق بعقود مكلفة.

جهات في قطاع المواصلات رحّبت بهذه الخطوة، التي من المفترض أن تُقرّب طرق الدفع في البلاد من المعمول به عالميًا، وتُسهّل الأمر على من لا يستخدمون وسائل النقل العام بشكل منتظم، أو من لا يعرفون بعد عدد الرحلات التي سيقومون بها.

ومع ذلك، فإن الدفع بواسطة بطاقة "راف-كاف" سيكون أقل جاذبية، أكثر تعقيدًا، ومن المتوقع أن يؤدي إلى دفع العديد من الركاب مبالغ زائدة بسبب سوء فهم النظام.

وفقًا للنموذج الجديد، ونظرًا لأن بطاقة "راف-كاف" – سواء كانت شخصية أو مجهولة – غير مرتبطة ببطاقة ائتمان، فلا يمكن حجز مبلغ منها أو خصم بأثر رجعي. الحل الذي تقترحه الوزارة هو أن يقوم كل راكب بشحن المال في البطاقة، ويدفع مسبقًا عن كل رحلة، وفي نهاية اليوم أو الشهر يتم إجراء عملية "تسوية" في نقاط البيع أو أمام المفتش، يتم خلالها فحص الطريقة الأرخص للدفع – سواء من خلال عقد شخصي أو تذكرة لمرة واحدة.

في الواقع، الدفع ببطاقة "راف-كاف" سيكون بدائيًا لدرجة أنمسافرا  يقوم برحلة مواصلة خلال أقل من 10 دقائق – وهي رحلة لا يُفترض أن تُكلف شيئًا إضافيًا – سيضطر لتمرير البطاقة والدفع مرة أخرى. ما يعني أن البطاقة يجب أن تكون مشحونة مسبقًا بمبالغ كبيرة.

وما هو أسوأ، أن العديد من الركاب قد ينسون أو يُفوّتون توقيت إجراء التسوية، مما سيترك مبالغ كبيرة في خزينة وزارة المواصلات. هناك مشكلة إضافية وهي أن إمكانية التوجه إلى المفتش موجودة فقط أثناء حركة وسيلة النقل، وبالتالي لن يستطيع الراكب القيام بذلك إلا خلال الرحلة – وهو أمر معقد وغير مريح بطبيعة الحال.

جهات في قطاع المواصلات صرّحت لصحيفة "كالكاليست" أن هذا النظام سيعقد حياة الركاب وسيتسبب في رسوم غير ضرورية، حيث سيجد العديد من الركاب صعوبة في استخدام نظام التسوية أو قد يسيئون فهمه، مما يؤدي إلى خسارة مالية. وقال أحدهم: "إنهم يطلبون من الناس أن يجروا تسوية ضريبية بشكل يومي أو شهري. احتمال أن يفهم الركاب جميعهم هذا النظام ويتعاملوا معه بشكل صحيح هو احتمال ضعيف جدًا. حتى إن كنتم تعرضون نظامًا يعيد المال، فعليكم أن تجعلوه بسيطًا ومنطقيًا. هذا النظام يُفشل الفكرة بأكملها، ويُلزم الناس بشحن مبالغ أكبر في بطاقة الراف-كاف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]