في لقاء لموقع بكرا، حذّر الكاتب والباحث السياسي د. جمال زحالقة، من خطورة استخدام إسرائيل لما وصفه بـ"سلاح الخبز" ضمن مشروع ممنهج لحرب إبادة جماعية ضد أهالي قطاع غزة، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية.

وقال د. زحالقة إن الأسبوع الأخير شهد تصاعدًا مروعًا في عدد الضحايا، إذ سقط أكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى أثناء محاولتهم الوصول إلى "مراكز المساعدات" التي تديرها قوات الاحتلال بمشاركة أمريكية. وأضاف: "هذه المساعدات باتت مرتبطة بوجبات دم، لا طعام. القاعدة هي القتل، والاستثناء هو البقاء على قيد الحياة، إن سُمح بذلك".

وأشار إلى أن ماكينة الإعلام الإسرائيلي تأخرت أولًا في تبرير استهداف المدنيين، لكنها عادت سريعًا لتُطلق حملة تضليل، تتهم حركة حماس بإطلاق النار، بينما الروايات الميدانية وشهادات الصليب الأحمر تؤكد مسؤولية الاحتلال. وانتقد بشدة وسائل الإعلام العالمية التي تبنّت الرواية الإسرائيلية دون تدقيق، مثل واشنطن بوست، معتبرًا أن هذا يعكس شراكة ضمنية في تغطية الجريمة.

وأضاف: "من الخطير القول إن أحدًا لم يعد يصدق إسرائيل. البعض لا يزال يتأثر بأكاذيبها، وهذه الأكاذيب ليست مجرد روايات إعلامية، بل أداة لاستمرار القتل تحت غطاء دولي".

سلاح التجويع لتفكيك المجتمع
وأكد د. زحالقة أن أحد أخطر أدوات الحرب الجارية هو التجويع المنهجي، مشيرًا إلى أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تشرف على توزيع المساعدات، ليست مؤسسة إغاثة حقيقية، بل أداة في مشروع الإبادة الجماعية الإسرائيلي.

وقال: "الناس تُقتل في طوابير الخبز، بينما تعرض إسرائيل نفسها كمخلّص إنساني، وتتهم حماس بقتل شعبها. إنهم يروّجون لخطّة تقسيم الشعب الفلسطيني: قسم يحصل على الطعام ويشكر الاحتلال، وقسم آخر يُترك للجوع كي يركع".

فضائح "مؤسسة غزة الإنسانية"
وتطرق د. زحالقة إلى الأجندات السياسية التي تقف خلف "مؤسسة غزة الإنسانية"، كاشفًا أن مؤسسها جيك وود نفسه استقال بعدما وصف المشروع بأنه يتناقض مع مبادئ الإغاثة. كما أشار إلى تعيين القس الأنجليكاني جوني مور – الداعم لترامب ونتنياهو – رئيسًا للمؤسسة، وهو شخصية محسوبة على تيار الأنجليكانية الصهيونية التي ترى في دعم إسرائيل شرطًا لتحقيق الخلاص الديني.

وأوضح: "هذه المؤسسة تسعى لاستبعاد منظمات الإغاثة الدولية، وتُستخدم كأداة ضغط لفرض تهجير سكان غزة، ضمن مخطط واضح للخنق والضغط حتى الفرار الجماعي".

الضمير العالمي يصحو؟
وفي ختام حديثه لـ"بكرا"، شدد د. جمال زحالقة على ضرورة مضاعفة الجهود في تفنيد الأكاذيب الإسرائيلية، والاعتماد على "سطوة الحقيقة" في تعزيز التضامن العالمي مع شعب فلسطين.

وقال: "العالم بدأ يصحو، لكن ما زال الطريق طويلاً. المعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل على الرواية. إن لم نواجه التضليل المنهجي، سنبقى أسرى لمشهد يُقدَّم فيه القاتل كمنقذ، والضحية كمتهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]