رغم تباطؤ ارتفاع أسعار الشقق: الإيجارات في إسرائيل تواصل الصعود

أظهرت بيانات رسمية جديدة صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن أسعار الإيجارات في إسرائيل واصلت ارتفاعها خلال الربع الأول من عام 2025، في وقت يشهد فيه سوق بيع الشقق نوعًا من الاستقرار.

ووفقًا للبيانات، لم تُسجل أي تراجعات في أسعار الإيجارات منذ بداية العام، حيث ارتفع متوسط الإيجار الشهري بنسبة 4.8% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ليبلغ 4,853 شيكل شهريًا. كما ارتفعت الأسعار بنسبة 0.7% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.

ويعكس التقرير الصادر عن دائرة الإحصاء، والذي يشمل 18 مدينة كبيرة، ارتفاعًا عامًا في أسعار الإيجار، بغض النظر عن نوع الشقة أو ما إذا كانت جديدة أو مستعملة. كما أشار مؤشر الأسعار للمستهلك لشهر أبريل إلى أن المستأجرين الذين جددوا عقودهم شهدوا ارتفاعًا بنسبة 2.7%، بينما ارتفعت الإيجارات بنسبة 4.7% للمستأجرين الجدد.

تل أبيب تتصدر... وبئر السبع الأرخص
جاءت منطقة تل أبيب كأغلى منطقة للسكن بالإيجار، بمتوسط 6,123 شيكل شهريًا، تليها منطقة المركز (5,134 شيكل) والقدس (5,022 شيكل). أما أرخص المناطق فكانت المنطقة الشمالية (3,098 شيكل) والجنوبية (3,471 شيكل).

وبحسب تصنيف المدن، احتلت تل أبيب المركز الأول كأغلى مدينة، بمتوسط إيجار شهري بلغ 7,128 شيكل، تلتها هرتسليا (6,427 شيكل)، كفار سابا (5,715 شيكل)، رمات غان (5,614 شيكل)، والقدس (5,108 شيكل). وسُجلت أعلى إيجارات في شقق 4.5–6 غرف في تل أبيب، بمتوسط 10,888 شيكل شهريًا.

ارتفاع الطلب يضغط على الأسعار
في المقابل، شهدت مدن مثل بئر السبع، حيفا، أشكلون وحديرا أسعارًا أقل، حيث بلغ متوسط الإيجار في بئر السبع 2,989 شيكل، وهي الأدنى في البلاد.

وفسّر الخبراء هذا الارتفاع بزيادة الطلب على الإيجار مقابل تراجع عمليات الشراء بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، مما يخلق ضغطًا على سوق الإيجارات ويدفع بالأسعار إلى الأعلى.

وقال أوهاد دانوس، خبير في تقييم العقارات، إن "القيود الحكومية على شركات البناء والمستثمرين، إلى جانب تأخر مشاريع البناء، أدت إلى انخفاض المعروض وزيادة الطلب، وبالتالي إلى ارتفاع مستمر في الأسعار"، مضيفًا أن الحكومة بسياساتها غير المتزامنة تضر بالمستأجرين من ذوي الدخل المحدود.

من جانبه، أشار إيرَان بيتون، وكيل عقارات في نتانيا وحديرا، إلى أن الطلب المرتفع في بعض المناطق مثل جفعات أولغا في حديرا و"عير هياميم" في نتانيا، أدى إلى منافسة شديدة على الشقق المتاحة، مما يسرّع وتيرة التأجير ويدفع الأسعار للصعود.