بمناسبة مرور عشرة أعوام على تأسيس جمعية نيسان، التقينا بـ البروفيسور رفعت صفدي – مدير معهد الكبد في مستشفى هداسا عين كارم القدس، ومؤسس الجمعية ورئيسها، ليحدثنا عن الدوافع وراء ولادة الجمعية، أبرز إنجازاتها، والتحديات التي تواجهها في المرحلة المقبلة.
يقول بروفيسور صفدي: "جمعية نيسان نشأت من حاجة مجتمعية ماسّة، من شعور بغياب هيئة تمثيلية للمريض العربي، للإنسان الذي يعاني ولا يجد من يمثّله أو يعبّر عن ضائقته. حين أسسنا الجمعية، كانت هناك هيئات صحية إسرائيلية تعمل لصالح جميع فئات المجتمع، لكن واقع الحال أثبت أن هذه الهيئات لم تكن منصفة تجاه مجتمعنا العربي، لا من حيث التمثيل ولا من حيث فهم الاحتياجات الخاصة به. وهنا كانت الحاجة أمّ الاختراع، وكانت ولادة جمعية نيسان كمحاولة لسد هذا النقص".
خارطة طريق واضحة منذ البداية
منذ تأسيسها قبل عقد من الزمن، انطلقت الجمعية برؤية واضحة، بحسب ما يؤكد صفدي، وكان هدفها الأساسي تعزيز الوعي الصحي والوقاية، مع تركيز خاص على أمراض الكبد والجهاز الهضمي، التي يعاني منها مجتمعنا بشكل ملحوظ.
"على مدار السنوات الماضية، أطلقنا العديد من المبادرات التوعوية، شاركنا في مؤتمرات محلية وعالمية، أقمنا حملات للفحص المبكر، ونسجنا شراكات مع مستشفيات ومراكز أبحاث. كما ساهمنا في صياغة سياسات صحية تطالب بعدالة أكبر وشمولية أوسع في تقديم الخدمات الصحية، مع مراعاة خصوصية المجتمع العربي".
احتفال هادف وسط واقع صعب
وعن الذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية، أشار صفدي إلى أن هذا الحدث ليس مجرد احتفال رمزي، بل لحظة تقييم لمسيرة وإنجازات حقيقية تحققت رغم الظروف.
"نحن لا نحتفل من باب الترف أو التغاضي عن الواقع الإقليمي الصعب، بل نحتفي بإنجاز مجتمعي توعوي استمر لعشر سنوات، وكان ثمرة تعاون ومشاركة بين عشرات الأيادي – من أعضاء الهيئة العامة، إلى المتطوعين، والداعمين، والشركاء. من دونهم، لما كانت هذه الإنجازات لترى النور أو يشعر بها المجتمع".
وأكد أن الجمعية اليوم باتت تحظى باحترام كبير على المستوى المحلي والقطري، وحتى على مستوى الكنيست والجمعيات الطبية، حيث أصبحت "نيسان" شريكًا معروفًا وفاعلًا في الساحة الصحية الإسرائيلية.
التحديات قائمة... وأبرزها مادي
وعن التحديات التي تواجه الجمعية، صرّح بروفيسور صفدي أن العقبة الأكبر تبقى الموارد المالية.
"كل مشاريعنا بحاجة إلى تمويل شفاف وقانوني. ورغم أننا حصلنا على شهادات اعتراف وتقدير من الجهات الرسمية المختصة، فإن عملية تجنيد الأموال تبقى معقّدة وتستهلك الكثير من الجهد. تعاملنا مع شركات أدوية، ومستثمرين، وأفراد داعمين، بل وحتى أطلقنا مبادرات بسيطة مثل التبرع بالفُرَاطة المتبقية من عمليات الشراء بالبطاقات المصرفية".
"لكن رغم كل ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو الاستمرار والتوسّع. لدينا القدرات، لدينا الخطط، لدينا التجربة، لكننا بحاجة إلى الموارد لنمضي قدمًا."
الانفتاح على الأفكار والشراكات الجديدة
وفي ختام حديثه، دعا صفدي إلى الانخراط في الجمعية، قائلًا: "نحن منفتحون دائمًا على النقد البنّاء، والأفكار الجديدة، والأشخاص الراغبين في الانضمام إلى المسيرة. جمعية نيسان وُجدت من أجل الناس، وبالشراكة والمسؤولية نريد أن نبني مستقبلًا أكثر وعيًا وعدالة صحية".
[email protected]
أضف تعليق