في مقابلة لموقع "بـكرا"، عبّر الكاتب والصحفي ناضل حسنين عن غضبه الشديد من صمت المنابر الدينية في المجتمع العربي إزاء تصاعد جرائم القتل، التي حصدت حتى الآن أرواح 86 شخصًا منذ بداية العام.
وقال حسنين: "ما يجري ليس مجرد أرقام تتراكم، بل أرواح تُسلب بدمٍ بارد في وضح النهار، بينما يلوذ من يفترض بهم حمل أمانة الكلمة بالصمت. إنها خيانة لثقة الناس بهم، وخذلان أخلاقي لا يليق بمن اعتلى المنابر وتحدث باسم الدين."
وأضاف: "نجلّ رجال الدين ونحترم مكانتهم، لكن هذا لا يعفيهم من المسؤولية. كيف يصمتون وحرمة الدم أشد من حرمة الكعبة؟ كيف يخطبون بكل شيء إلا الجريمة التي تفتك بشبابنا كل يوم؟".
واعتبر حسنين أن بعض الخطباء والمشايخ اختاروا السلامة بدل المواجهة، والنصوص بدل المواقف، و"المنابر المغلقة بدل النزول للميدان"، على حد وصفه، متسائلًا: "أين هم من الشباب التائه؟ من العائلات المفجوعة؟ من الإصلاح بين المتخاصمين؟ كم قاتل كان يمكن ردعه بكلمة صادقة؟ وكم شاب كان يمكن إنقاذه لو وجد من يحدثه من القلب؟".
كلمة حق
وتابع: "نحن لا نطلب منهم حمل السلاح ولا مواجهة العصابات، بل كلمة حق، وموقف يهز الضمائر. هذه مسؤوليتهم الدينية والاجتماعية، وهذا دورهم الطبيعي. أما الصمت، فهو تواطؤ، وهو شراكة غير معلنة في الخراب".
وأكد الإعلامي أن الدولة تتحمل مسؤولية جسيمة في تقاعسها عن محاربة الجريمة، ولكن ذلك لا يعفي القيادات الدينية من دورها التوعوي والتربوي، قائلاً: "المجتمع بحاجة لأصوات توقظ الضمير، لا تخدّره. بحاجة لخطب تهزّ القلوب، لا تطبطب على الواقع وتدعو للصبر فقط".
وختم حسنين بالقول: "من يصمت على الجريمة شريك فيها. وعلى من ارتضى لنفسه دور القيادة الروحية أن يتذكر أن الكلمة أمانة، والمنبر مسؤولية، وأن التاريخ لا يرحم من اختار الصمت حين كان الصوت واجبًا".
[email protected]
أضف تعليق