نُقل رجل أعمال درزي من جنوب سوريا إلى مستشفى في إسرائيل بعد أن قفز من الطابق الثاني خلال محاولته الفرار من منطقة القتال قرب السويداء، في وقت شنّ فيه سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات هي الأعنف منذ مطلع عام 2025، مستهدفة مواقع عسكرية للنظام السوري في عدة محافظات.
الرجل، البالغ من العمر 37 عامًا، أُصيب بجروح متوسطة بعد سقوطه في بئر مصعد أثناء هروبه من الاشتباكات، وتم نقله إلى المركز الطبي للجليل في نهاريا. وقال من سريره في المستشفى: "شعرت أن حياتي في خطر واضطررت للقفز... جدي نشأ هنا ولي أقارب في قرية الرامة، أشعر أني أغلقت دائرة في حياتي". وأضاف أن الطواقم الطبية في المستشفى تعامَلَت معه بمحبة ورعاية لا توصف.
حالة الرجل ليست الوحيدة، إذ استقبل مستشفى "زيف" في صفد خلال الأيام الثلاثة الماضية 18 جريحًا سوريًا آخرين من الطائفة الدرزية، بعضهم بحالة حرجة. وأوضح مدير قسم الجراحة في المستشفى، البروفסור أبيرام نيسان، أن "الفرق الطبية تعاملت مع إصابات معقدة في وقت قصير، بفضل التنسيق الكامل بين وحدات الجراحة، التخدير، العناية المركزة، والتصوير الطبي".
غارات جوية مكثفة في أنحاء سوريا
في هذه الأثناء، نفذ الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة أكثر من 20 غارة جوية طالت مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في دمشق، حماة، درعا، اللاذقية والسويداء. وأوضح الجيش أن الأهداف شملت بطاريات دفاع جوي، بنى تحتية لإطلاق صواريخ أرض-جو، ومستودعات أسلحة.
وتحدثت تقارير عن استهداف إحدى الغارات لقصر الرئاسة السوري في دمشق، في ما وُصف بأنه "رسالة مباشرة" للرئيس السوري أحمد الشرع، على خلفية التوترات مع أبناء الطائفة الدرزية في الجنوب. وسائل إعلام سورية، بينها "الميادين"، وصفت الضربات بأنها "تصعيد خطير".
الجيش الإسرائيلي أعلن أن مروحيات تابعة لسلاح الجو شاركت في تأمين عمليات إخلاء الجرحى من المناطق الدرزية في السويداء، كما أوصلت شحنات مساعدات إنسانية إلى جبل الدروز. وذكر المتحدث باسم الجيش أن القوات الإسرائيلية منتشرة في محيط جنوب سوريا، وأنها "على استعداد لمنع أي محاولة تسلل من قِبل عناصر معادية إلى القرى الدرزية أو الأراضي الإسرائيلية".
المرصد السوري لحقوق الإنسان وصف هذه الغارات بأنها الأعنف منذ بداية العام، مشيرًا إلى أنها تسببت في أضرار جسيمة في البنية العسكرية للنظام في الجنوب السوري، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة السورية حتى الآن.
[email protected]
أضف تعليق