في حوار خاص لموقع بكرا، تناول د. جمال زحالقة، النائب السابق والباحث الفلسطيني، آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة، وعلّق على تصريحات الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، كما قدّم قراءة شاملة للمشهد السياسي الإقليمي والدولي في ظل محاولات التوصل إلى صفقة تهدئة أو إنهاء للحرب.
ديرمر يلمّح إلى نهاية الحرب لبدء قطار التطبيع
وأشار د. زحالقة إلى أن تصريحات الوزير الإسرائيلي رون ديرمر، والتي أثارت ضجة إعلامية كبيرة، فُهمت بشكل مغلوط، مؤكداً أنه قام بمراجعة الفيديو الكامل للتصريحات. وأوضح: "ما قاله ديرمر فعلياً هو أن الحرب ستكون قد انتهت خلال عام من الآن، وأن إسرائيل ستتجه بعدها لعقد اتفاقيات سلام جديدة، خصوصاً في حال عودة ترامب للحكم."
وأضاف: "ديرمر لم يقل إن الحرب ستستمر لسنة إضافية، بل إنه ربط انتهاء الحرب بانتصار إسرائيل، باعتبار أن الانتصار هو ما يجعل إسرائيل 'جذّابة' بنظر العرب والمطبعين"، مشدداً على أن الخطاب الإسرائيلي الحالي يرى أن كل تطبيع عربي هو بمثابة استسلام للمشروع الصهيوني.
إسرائيل ترفض إنهاء الحرب وتصر على شروط تعجيزية
وعن احتمالية التوصل إلى تهدئة أو وقف إطلاق نار شامل، قال د. زحالقة: "المشهد الحالي يؤكد أن حكومة نتنياهو لا تريد إنهاء الحرب، بل تسعى إلى صفقة جزئية لا تشمل وقفاً دائماً للعدوان، وتستخدم التصعيد كأداة للضغط على حماس."
وبيّن أن إسرائيل تحاول فرض شروط مستحيلة التنفيذ مثل الاستسلام الكامل لحماس، وتقديم تنازلات تعتبرها الحركة انتحاراً سياسياً وتنظيمياً، وأضاف: "رغم مرونة حماس في بعض الملفات، مثل إدارة غزة وتسليم الأسلحة الهجومية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تطالب بالمزيد، وكأنها تريد 'نصراً مطلقاً'."
وتابع: "المنطق الإسرائيلي الحالي هو: ما لم يتحقق بالقوة، يتحقق بمزيد من القوة، وهو ما يفاقم الكارثة الإنسانية في غزة من مجاعة ودمار ونزيف بشري يومي."
أربعة سيناريوهات والحسم مرهون بتدخلات خارجية
وفي معرض حديثه عن مستقبل الحرب، لخص د. زحالقة المشهد بأربعة سيناريوهات محتملة: "الاحتمال الأول هو استمرار العدوان مع تصعيد تدريجي، والثاني صفقة مرحلية تشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، أما الثالث فهو صفقة شاملة لإنهاء الحرب، والذي يبدو مستبعداً حالياً، وأخيراً خيار الحرب الشاملة التي تلوّح بها إسرائيل للضغط على حماس والوسطاء."
وأكّد أن العامل الخارجي، وخصوصاً زيارة دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة، قد يكون له تأثير على اتجاه الأمور، مشيراً إلى أن "ترامب يأخذ بعين الاعتبار مواقف ثلاثة تيارات رئيسية في واشنطن: الصهاينة المسيحيون، الانعزاليون، وأصحاب المصالح الاقتصادية." وأضاف: "رغم تراجع الاهتمام الأمريكي بما يحدث في غزة، فإن زيارة ترامب قد تعيد الملف إلى الواجهة."
واختتم د. زحالقة حديثه قائلاً: "آن الأوان للزعماء العرب أن يعلنوا بوضوح: لا تطبيع مع الإبادة، لا اتفاقات جديدة على دماء الأطفال، وعلى القمة العربية أن تلوّح بإلغاء اتفاقيات التطبيع كرسالة كرامة وانتماء لشعوبها. فغزة تنزف وتستغيث، ولا يجوز أن تُترك وحدها في وجه آلة القتل."
[email protected]
أضف تعليق