كشفت تفاصيل جديدة عن جريمة مقتل الناشطة الاجتماعية سوزان بشارة من مدينة الطيرة، أن سوزان كانت قد تلقت تهديدًا مباشرًا قبل أيام من اغتيالها، وذلك بسبب ما وصفته في تسجيل صوتي بـ"خلاف بسيط" مع مجموعة إجرامية، فقط لأن "ابنها داس على طرف" تلك الجماعة، وفق تعبيرها.

في التسجيل الصوتي الأخير، تحدثت سوزان عن ضغوط وتهديدات خطيرة تعرضت لها ولابنها، شملت مطالبة بدفع 300 ألف شيكل، تحت التهديد بالأذى الجسدي، ما يعكس مدى تغوّل الجريمة المنظمة وقدرتها على ابتزاز الناس علنًا ودون رادع.

سوزان لم تكن امرأة عادية، بل كانت من أبرز الناشطات في مكافحة العنف والجريمة داخل المجتمع العربي. شاركت بانتظام في النشاطات الجماهيرية، من بينها "مسيرة الموتى" التي نظمها موقع "بكرا"، إلى جانب مشاركات عديدة أخرى ضد انتشار السلاح والدم في شوارعنا. كما خاضت الانتخابات البلدية الأخيرة في الطيرة، مدفوعة برغبة حقيقية في التغيير وبناء مستقبل أكثر أمانًا.

مقتل سوزان، التي أصبحت الضحية رقم 85 منذ بداية العام، هو صرخة مدوية في وجه دولة اختارت أن تتقاعس، وشرطة فقدت ثقة الناس، ومجتمع بات الخوف يسيّره. الجريمة التي طالتها ليست حادثًا عرضيًا، بل نتيجة مباشرة لمنظومة سمحت بنمو العصابات واستهانت بالحياة.

رسالة سوزان الأخيرة، التي تحوّلت إلى شهادة مؤلمة، تضعنا جميعًا أمام سؤال أخلاقي وسياسي حاسم: كم سوزان يجب أن تُقتل قبل أن نُوقف هذه الكارثة؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]