87٪ من النشطاء لم يفكروا في التراجع عن نشاطهم بعد اندلاع الحرب؛ ربعهم تقريبًا أشاروا إلى أن أفرادًا من بيئتهم حاولوا ثنيهم عن الاستمرار؛ في 29 نيسان يُقام حفل إحياء الذكرى المشترك بمناسبة مرور 20 عامًا على انطلاقه.
يكشف استطلاع جديد شمل 221 ناشطًا فلسطينيًا وإسرائيليًا من منظمتي "مقاتلون من أجل السلام" و"منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي-الفلسطيني"، عن صمود مجتمع نشطاء السلام واستمراريته رغم تداعيات السابع من تشرين الأول/أكتوبر والحرب في غزة. أُجري الاستطلاع بمناسبة مرور عقدين على حفل إحياء الذكرى المشترك، الذي تنظمه المنظمتان في 29 نيسان من كل عام، بالتوازي مع يوم الذكرى الإسرائيلي.
التزام عميق واستمرار في اللقاءات
تشير النتائج إلى أن 87٪ من المشاركين لم يفكروا في التوقف عن نشاطهم عقب الحرب، ما يدل على التزام عميق وإيمان راسخ برسالتهم. رغم القيود والتحديات، أكثر من 21٪ واصلوا لقاءاتهم مع شركائهم الفلسطينيين بوتيرة مماثلة لما كانت عليه سابقًا، فيما أشار 22٪ إلى تزايد في عدد اللقاءات.
أبرز التهديدات التي تواجه النشاط المشترك
ويُبرز الاستطلاع العقبات التي تهدد استمرار العمل المشترك: 23٪ قالوا إن أفرادًا من محيطهم - كالعائلة أو الأصدقاء - حاولوا ثنيهم عن الاستمرار، 22٪ أشاروا إلى القيود العسكرية كعائق كبير، و21٪ عبّروا عن شعور بانعدام الأمان الشخصي.
مؤشرات مشجعة على استمرار النشاط المشترك
ومع ذلك، تبدو صورة الواقع مشجعة: ربع المشاركين (24.5٪) أفادوا بأن ثقتهم بالنشاط المشترك بقيت على حالها أو حتى ازدادت، و22٪ ذكروا ارتفاعًا في الدافعية للعمل خلال هذه الفترة، فيما أشار 19٪ إلى تحسن في قدرتهم على التعاون مع الطرف الآخر.
رسالة أمل وإنسانية في حفل الذكرى المشترك
حفل إحياء الذكرى المشترك، الذي يُعقد هذا العام تحت عنوان "الإنسانية والأمل"، هو مبادرة سنوية تجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين فقدوا أحباءهم في النزاع. يهدف الحفل إلى بث الأمل، خاصة بين مَن دفعوا الثمن الأغلى، *على أن هناك طريقًا آخر – طريق المصالحة وإنهاء الدمار.
إستير كورني ورنا سلمان، المديرتان الشريكتان لمنظمة "مقاتلون من أجل السلام": "رغم الألم الذي خلّفته الحرب، تكشف النتائج عن وجود أصوات واضحة في الجانبين تبحث عن بدائل حقيقية للسلام والمصالحة. الناس يريدون حوارًا وحلولًا مبنية على الاحترام، لا الكراهية. في واقع يصعب فيه الحفاظ على الأمل، نحن نختار أن نتمسك به، ونواصل العمل معًا من أجل مستقبل أفضل. حفل الذكرى البديل هو دعوة لاختيار طريق آخر – طريق المصالحة والتضامن والسلام."
أيلت هارئيل وندين قمسيّة، المديرتان الشريكتان لمنتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي-الفلسطيني: "على مدار عشرين عامًا، يشكّل حفل الذكرى المشترك دليلًا على إمكانية اتباع مسار مختلف. منذ السابع من تشرين الأول، انضم إلينا أكثر من 80 عضوًا جديدًا من العائلات الثكلى – إسرائيليين وفلسطينيين – ممن دفعوا أثمانًا باهظة في الحرب. نحن، العائلات التي اختارت طريق الحوار والمصالحة بدلًا من الانتقام والكراهية، سنواصل الوقوف بثبات رغم الألم والفقدان، وسنطالب بالاعتراف بمعاناة وإنسانية الطرف الآخر. نتمسك بالتزامنا بكسر دائرة العنف، وبناء مستقبل يسوده الحرية والعدالة والأمن.
[email protected]
أضف تعليق