لا تزال قرية المشهد تعيش أجواء من الحزن والترقّب، بانتظار استقبال وتشييع جثمان ابنتها، جنان سليمان، التي لقيت مصرعها الأسبوع الماضي في حادثة سقوط تلفريك مروعة في منطقة جبلية جنوب إيطاليا، أثناء رحلة سياحية جمعتها بشقيقها.
جنان، التي كانت تبلغ من العمر 28 عامًا، عملت صيدلانية في حيفا بعد تخرجها بتفوق من الجامعة العبرية، وكانت في إجازة قصيرة مع شقيقها ثابت، حيث زارا عدة مدن إيطالية قبل أن يتوجها إلى الجنوب. وهناك، وأثناء ركوبهما لتلفريك سياحي، وقع خلل أدى إلى سقوط العربة، ما أسفر عن مقتل جنان وعدد من الركاب الآخرين من جنسيات بريطانية وإيطالية، فيما أُصيب شقيقها بجروح خطيرة.
ثابت، شقيق المرحومة، يخضع للعلاج في مستشفى بمدينة نابولي، وقد أجريت له عمليات جراحية في الحوض والقدمين، وحالته تُوصف بالمستقرة، مع مؤشرات على تحسن تدريجي.
وعلى الرغم من مرور أكثر من أسبوع على الحادث، لم يتم حتى الآن تحرير جثمان جنان، ما يفاقم من ألم العائلة والمجتمع المحلي. ويعود سبب التأخير إلى تعقيدات بيروقراطية متعلقة بطبيعة الحادث الذي وقع في منشأة حكومية، ما يستوجب فتح تحقيق رسمي وتدخل الطب الشرعي. كما ساهمت عطلة عيد الفصح في إيطاليا في إبطاء الإجراءات.
يتابع أفراد من العائلة، بينهم خال المرحومة المحامي لؤي عرفات، الإجراءات القانونية في إيطاليا عن كثب، بالتعاون مع السفارة الإسرائيلية والقنصلية العامة، لضمان تسريع عملية نقل الجثمان إلى البلاد.
وفي المشهد، تسود أجواء من الصدمة والأسى، حيث لا تزال العائلة تنتظر، وسط دعم واسع من الأهالي، الذين عبّروا عن حزنهم الشديد لفقدان جنان، المعروفة بتفوقها ودماثة أخلاقها.
وتأمل العائلة أن تكتمل الإجراءات قريبًا، ليتمكنوا من وداع ابنتهم كما يليق، ووضع حد لحالة الانتظار المؤلمة.
[email protected]
أضف تعليق