في مقابلة خاصة، كشف الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير عن وجود اتصالات سرّية متواصلة بين طهران وواشنطن تهدف إلى تجنب اندلاع حرب كبرى في المنطقة، مشيرًا إلى أن وسطاء عرب وأجانب يعملون على تسهيل هذه المحادثات رغم التصعيد العلني المتبادل بين الطرفين.

وأشار أبو طير إلى أن السؤال الجوهري اليوم هو ما إذا كانت إيران ستواجه ضربة عسكرية أميركية إسرائيلية، أم أن الأطراف ستتمكن من التوصل إلى تفاهمات حول ثلاثة ملفات حساسة: البرنامج النووي الإيراني، الصواريخ الباليستية، والنفوذ الإقليمي لطهران.

وأكد أن إيران تسعى لتجنب الحرب لأسباب اقتصادية واجتماعية داخلية، في وقت تدرك فيه الولايات المتحدة وإسرائيل أن أي ضربة قد تؤدي إلى حرب إقليمية واسعة ذات تأثير مدمر على المنطقة بأكملها.

ورأى أبو طير أن التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة تأتي في توقيت حساس، حيث تواجه واشنطن أزمة اقتصادية داخلية غير مسبوقة نتيجة السياسات التجارية، وهو ما يجعل توقيت شن ضربة عسكرية موضع تساؤل منطقي، خاصة في ظل المخاوف من تبعات مالية وأمنية غير محسوبة.

وأوضح أن الإدارة الأميركية تبدو منشغلة بحساب الكلفة السياسية والاقتصادية لأي تصعيد محتمل، بينما يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي من خلال زيارته الأخيرة لواشنطن إلى الحصول على دعم مباشر لأي عملية عسكرية ضد إيران، وسط ارتباك داخلي في الولايات المتحدة.

السيناريوهات المحتملة: تسوية أو تصعيد؟

وبشأن السيناريوهات المحتملة، يوضح أبو طير أن الخيارات المطروحة تتراوح بين:
تسوية شاملة مع إيران تتضمن تنازلات متبادلة، خاصة أن طهران لم تعد تملك الكثير من الحلفاء الإقليميين، وشعبها يرزح تحت ضغط العقوبات.
ضربة عسكرية محدودة لا تؤدي إلى رد فعل إيراني واسع.
انزلاق إلى حرب شاملة قد تخلط أوراق المنطقة، وتمتد إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أن إسرائيل تخوض معارك على عدة جبهات تشمل فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وربما العراق لاحقًا، ما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي، خاصة في ظل التحول الاقتصادي الكبير في الولايات المتحدة الذي قد يؤخر أو يعرقل أي شراكة أميركية فاعلة في حرب واسعة.

وأشار إلى أن بعض المحللين يروّجون لفكرة وجود تخادم وظيفي بين طهران وتل أبيب وواشنطن في تقاسم النفوذ داخل المنطقة، وهي فرضية - كما قال - بحاجة لاختبار ميداني في المرحلة المقبلة.

وختم أبو طير بالقول إن كل الاحتمالات تبقى قائمة حتى نهاية شهر حزيران المقبل، حيث يُتوقع أن تتضح مآلات المشهد سواء نحو تسوية مشروطة، أو تصعيد عسكري كبير، مشيرًا إلى أن الفصل قد يُحسم قبيل عيد الأضحى، في ظل الترقب الحذر من جميع الأطراف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]