قال الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية بعمان ل بكرا إن اللقاء المزمع بين الولايات المتحدة وإيران يمكن اعتباره بداية مفاوضات، مشيراً إلى أن أمريكا لا تريد الحرب، وإيران من جهتها لا تمتلك الرغبة ولا القدرة على خوضها.

وأضاف: أما إسرائيل، فهي وحدها من ترغب في اندلاع الحرب، ليس لإنقاذ الدولة، بل لإنقاذ نتنياهو شخصيًا.

وأشار الشلبي إلى أن واشنطن تسعى من خلال هذا اللقاء إلى توجيه رسالة مفادها: كفى، لقد خضنا حربًا دامت أكثر من 17 شهرًا، وانتهت فعليًا.

وبين أن إسرائيل كانت تهدف من الحرب إلى تقويض قوة حماس العسكرية، وهذا تحقق إلى حد كبير، أما الفكر المقاوم فمسألة مختلفة.

وأضاف أن قوة حزب الله والنظام السوري كانتا تُستخدمان كأذرع إيرانية، إلا أن تأثير إيران في المنطقة تراجع كثيرًا.
 

إيجاد نقطة التقاء مع إيران

وأوضح أن الحل يكمن في إيجاد نقطة التقاء مع إيران، لكن وفق الشروط الأمريكية، وليس الإسرائيلية.

واعتبر أن الرسالة واضحة لنتنياهو وإسرائيل بعدم خوض مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى حرب مفتوحة لا يعلم أحد كيف ومتى تنتهي. ولفت إلى أن أي ضربة إسرائيلية قد تؤدي إلى رد إيراني، ومن ثم انزلاق إلى مواجهة أوسع.

وتابع قائلاً: ترامب رجل صفقات، ويعتمد سياسة الضغط الأقصى على إيران، من خلال التلويح بالحرب كخيار في حال رفضت التفاوض. لكن إيران ترفض التهديدات، وتؤكد أنها دولة ذات سيادة، وترفض أي تفاوض تحت الضغط أو التهديد.

وأشار د. الشلبي إلى أن إيران أعادت التأكيد عدة مرات على أنها لا تسعى للحصول على السلاح النووي، وهي رسالة موجهة للعالم، خاصة وأن ما تخشاه إسرائيل وتلوح به واشنطن غير موجود فعلياً.

وشدد الشلبي على أن المواقف الأوروبية بشأن الملف النووي الإيراني لا تتطابق مع الموقف الأمريكي، بل على العكس، هناك اليوم مفاوضات مباشرة بين إيران وكل من روسيا، الصين، والدول الأوروبية، مما يجعل خيار الحرب مستبعدًا تمامًا.

وأضاف: السؤال الأهم: هل يستطيع الرئيس ترامب شن حروب اقتصادية وسياسية وعسكرية في آنٍ واحد؟ وأين حلفاؤه؟ في السابق كان يعتمد على الحلفاء الأوروبيين، أما اليوم، فقد فقدهم جميعًا بسبب سياساته التصادمية، ليس فقط تجاه الجمهوريين، بل أيضاً تجاه قضايا دولية متعددة.

وانتقد الشلبي بعض تصريحات ترامب، مثل حديثه عن ضم كندا أو بنما أو غرينلاند، معتبراً أن مثل هذه التصريحات تعكس توجهًا نحو تدمير النظام الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإقامة إمبراطورية أمريكية تقوم على الحرب والهيمنة.

وختم الشلبي حديثه بالقول: في النهاية، المستفيد الأول من هذه التصريحات والاستعراضات الأمريكية هو نتنياهو، وأيضاً الصين، التي أصبحت وجهة اقتصادية مفضلة للعالم. وعلى الرغم من أن ترامب يلوّح براية الحرب، إلا أنه في قرارة نفسه يسعى إلى صفقة شاملة ومتكاملة مع إيران، بعد أن تم إضعافها عبر استهداف أذرعها في لبنان وسوريا، وربما قريباً في اليمن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]