خلال جولة مفاوضات عقدت في أذربيجان، اول أمس الخميس، فشلت كل من إسرائيل وتركيا في التوصل إلى اتفاق لمنع تصاعد التوتر بينهما في سوريا، في حين من المفترض أن تستمر المفاوضات التي يحاول الجانبان الإسرائيلي والتركي خلالها الاتفاق على إنشاء آلية لمنع الصراعات بينهما في سوريا، بعد انتهاء عيد "الفصح اليهودي"، الذي يصادف هذا العام في الفترة من 12 إلى 19 أبريل.

فشل المفاوضات بين تركيا وإسرائيل في أذربيجان

في حديث لموقع "بكرا"، علّق الكاتب والمحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي على فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عُقدت يوم الخميس في أذربيجان بين تركيا وإسرائيل، والتي هدفت لبحث آلية مشتركة لمنع التصادم بين الطرفين داخل الأراضي السورية.

وقال الرنتاوي: "هذا الفشل لم يكن مفاجئًا، بل هو تعبير عن المسار التصادمي المتصاعد بين أنقرة وتل أبيب، نتيجة تضارب المصالح الإستراتيجية في سوريا، والتي باتت تمثل ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية".

وأضاف أن المفاوضات من المتوقع أن تستمر بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي، ولكن من غير المتوقع أن تُفضي إلى نتائج حاسمة، في ظل تمسّك كل طرف بمصالحه العميقة داخل الساحة السورية.

الصراع على سوريا: مفتاح التفوق الإقليمي

وأوضح الرنتاوي لـ"بكرا" أن العلاقات التركية – الإسرائيلية تمر منذ ديسمبر الماضي بمرحلة افتراق جديدة، تخلّت فيها عن التعاون المعلن، واتخذت منحى صداميًا أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد أن أصبحت سوريا نقطة التقاء للصراعات الطائفية والمذهبية.

وتابع قائلاً: "إسرائيل ترى في إضعاف سوريا بوابة لتحقيق حلم قديم بتقسيمها إلى كيانات طائفية وعرقية، في مسعى لتكريس تفوقها الإقليمي، ومنح يهود إسرائيل مكانة الأقليات القوية في مشهد مشرقي مفكك".

وأشار إلى أن إسرائيل تبنّت خلال العقدين الماضيين سياسة تقوم على استباحة الأجواء السورية وتنفيذ ضربات جوية متكررة، وذلك تحت غطاء تفاهمات أمنية مع موسكو، وهو ما أدى إلى توسيع نفوذها جنوب سوريا بشكل غير مسبوق.

هواجس أنقرة: الدومينو الطائفي يهدد الداخل التركي

من الجانب الآخر، يرى الرنتاوي أن تركيا تتعامل مع الأزمة السورية كقضية أمن قومي، حيث تخشى من مفاعيل "مبدأ الدومينو"، إذا ما انفلتت الفوضى الطائفية من سوريا إلى أراضيها.

وأضاف: "أنقرة تعتبر نفسها ملزمة بإدارة عملية انتقال آمن في سوريا، وتخشى من تحوّل سوريا إلى عبء استراتيجي بدل أن تكون رافعة لدورها الإقليمي، خاصة في ظل سعيها للقيادة في العالم الإسلامي، وتحقيق طموحاتها الاقتصادية الكبرى".

وحذّر الرنتاوي من أن إسرائيل تسعى لتأليب الداخل التركي عبر دعم النزعات الانفصالية، خصوصًا الكردية، مؤكدًا أن تل أبيب لا يمكن أن تدافع عن حق تقرير المصير للأكراد، وهي التي تنكره على الفلسطينيين.

وختم بالقول: "نحن أمام مشهد إقليمي معقد، وقوس صراعي يمتد من أنقرة إلى غزة، مرورًا بسوريا ولبنان والأردن. وما يجري بين إسرائيل وتركيا ليس سوى أحد تجلياته الأبرز في المرحلة الراهنة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]