عُقد يوم الأحد 6 نيسان 2025 في المركز الجماهيري الحليصة لقاء للسكّان، بدعوة من وزارة الإسكان وبلدية حيفا، لعرض مبادئ مخطط التجدّد الحضري لأحياء الحليصة وتل عمال ونفيه باز ونفيه يوسف.

وشارك في اللقاء عشرات السكّان العرب واليهود، إلى جانب مندوبي الوزارة والبلدية المهنيين ونائبة رئيس البلدية ساريت غولان شطاينبرغ، وأعضاء البلدية رجا زعاترة وفاخر بيادسة (كتلة "الجبهة") وشربل دكور (كتلة "التجمع").

• السكّان قبل المبادرين
بعد استعراض المخطط، قدّم عضو البلدية وعضو لجنة التخطيط والبناء ولجنة الحفاظ على المباني فاخر بيادسة، مداخلةً شاملة أكّد فيها أنّ مخطط الحليصة يجب أن يخدم السكّان أولًا قبل المقاولين والمبادرين، وأن يحافظ على طابع الحي المميّز ونسيجه الاجتماعي، وأن يلبّي احتياجات الأهالي السكنية والاجتماعية والتربوية وغيرها.
وأكد بيادسة على أهمية الحفاظ على عراقة وخصوصية حي الحليصة العريق، باعتباره أحد الأحياء التاريخية القليلة التي بقيت في حيفا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على كل معالم الحي، وكل ما هو رواية وتاريخ وماضي مدينة حيفا، لأنّ كل تطوير مستقبلي يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع الماضي والتاريخ أولًا.
وطالب بيادسة بإدراج المخططين والمختصين العرب في طواقم التخطيط، وبذل جهد حقيقي للاطلاع على احتياجات ورغبات السكّان، لا سيما في حي الحليصة العريق؛ مشيرًا إلى أهمية وجود شراكة فعلية في عملية التخطيط وخلق الثقة لدى السكّان.

• تنظيم البناء القائم والجديد
وشدّد على أنّ المخطط يجب أن يمنح الأهالي حقوق بناء إضافية، لتمكينهم من تطوير مساكنهم وأولادهم، وأن يعمل على تنظيم كل البناء القائم بشكل يضمن أن يشمل التخطيط معالجة للبناء القائم من دون أي تهديد أو تعريض الأهالي لملاحقات على بناء قديم. والأهم، بحسب بيادسة، هو العمل على إشراك فعلي للأهالي في مشروع ترتيب البيئة السكنية لتكون وفق رغباتهم واحتياجاتهم.
كما تطرّق بيادسة إلى موضوع البيوت المملوكة لشركة "عميدار" وضرورة ضغط البلدية والوزارة على الشركة لتوفير حلول سكنية للأزواج الشابة والعائلات ذات الدخل المحدود، من خلال مشاريع الإسكان الشعبي، والإيجار لمدد طويلة. كما أكد أنّ على المخطط أن يأخذ بالحسبان احتياجات أهالي الحليصة من حيث المؤسسات التربوية، بناءً على المخطط الهيكلي للتعليم، والمؤسسات العامة الاجتماعية والرياضية والحدائق والمساحات الخضراء.

• ورشات عمل للسكّان
من جانبه، أكد عضو البلدية رجا زعاترة على أهمية وعي السكان للفرص والمخاطر الكامنة في أي مخطط، وضرورة تنظيم الأهالي كمفتاح للتأثير على سيرورات التخطيط ومستقبل الحي، ومنع تجيير المخطط لصالح مطامع الشركات العقارية.
وأضاف: في العام 2005 شهد حي الحليصة حراكًا شعبيًا أمام مخطط لم يلبّ احتياجات السكان وتطلّعاتهم. ورغم الأوضاع القاسية التي يمرّ بها الحي مؤخرًا، المطلوب اليوم هو خلق هذا الحراك من جديد. وأكد زعاترة أنّ كتلة "الجبهة" تعمل على تنظيم ورشات للسكان والناشطين في الحي بهدف تنظيم الأهالي وإكسابهم المعارف والأدوات الأساسية للتداخل في عملية التخطيط والتأثير عليها، وذلك بالتعاون مع الجهات الرسمية ومع المركز الجماهيري ومؤسسات المجتمع المدني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]