أعلنت الشرطة الإسرائيلية في منطقة الجنوب عن تعزيز انتشارها الميداني مع اقتراب عيد الفطر، عبر تسيير دوريات مكثفة في المدن والقرى، لا سيما في النقب، وتشمل الإجراءات تواجدًا واسعًا في الفنادق، الشواطئ، الأسواق، ودور العبادة، إضافة إلى وحدات راجلة وراكبة على دراجات نارية بمرافقة متطوعين ومراكز أمن محلية.

ورغم أن هذه التحركات تُعرض رسميًا على أنها تهدف إلى "تعزيز الشعور بالأمان"، إلا أن صيغة التصريحات والمكان الذي تتركز فيه، تثير قلقًا واسعًا في أوساط المجتمع العربي في النقب، حيث يرى كثيرون أن التعامل الأمني مع مناسبة دينية مثل عيد الفطر يعكس عقلية عنصرية تتعامل مع السكان على أنهم تهديد محتمل وليس مواطنين يحتفلون بعيدهم.

منطق أمني

الشرطة أشارت إلى أن الهدف من الانتشار هو "منع الإخلال بالنظام" و"مكافحة الجريمة"، لكن غياب أي إشارات لمبادرات مدنية أو دعم مجتمعي خلال العيد يعزز الانطباع بأن الدولة تواصل التعامل مع النقب بمنطق أمني فقط، لا بمنطق شراكة ورعاية.

هذه الخطوة تأتي في ظل شعور متزايد لدى سكان النقب بالتهميش والتحريض، خاصة مع الخطاب الرسمي والإعلامي الذي كثيرًا ما يربط بين المجتمع البدوي والجريمة أو الفوضى. وعليه، فإن "الاستعداد للعيد" كما يظهر في هذا السياق، لا يُقرأ كاهتمام، بل كرسالة مراقبة وتقييد، تُفرغ المناسبة من طابعها الاحتفالي والإنساني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]