كُتب بواسطة: رانيا جول ، كبير محللي الأسواق في XS.com - منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)

في الآونة الأخيرة، شهد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني تحركات ملحوظة تعكس تفاعلات معقدة بين السياسات النقدية والبيانات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية. ومع استقرار الزوج حول مستوى 149.00، بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم اليابانية، والتي صدرت متباينة، وقد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار الزوج في المستقبل القريب.​

وفي ديسمبر 2024، حافظ الدولار الأمريكي على قوته مقابل العملات الرئيسية، مدعومًا بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتوقعات بسياسات اقتصادية توسعية من قبل إدارة الرئيس ترامب. واستقر مؤشر الدولار، عند 108.06، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 6.6% خلال العام الماضي. ومن وجهة نظري هذه القوة جاءت على الرغم من توقعات الأسواق بتخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي. ​

وفي المقابل، شهد الين الياباني تراجعًا بنسبة 10% مقابل الدولار في عام 2024، مسجلًا رابع انخفاض سنوي على التوالي. وبرأيي هذا التراجع يعزى جزئيًا إلى الفجوة المتزايدة بين السياسات النقدية في الولايات المتحدة واليابان. ففي حين أظهر الاحتياطي الفيدرالي حذرًا بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية بسبب التضخم المستمر، استمر بنك اليابان في تبني سياسة نقدية تيسيرية، مع إبقاء أسعار الفائدة منخفضة. ​

ومع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك الياباني، يزداد التركيز على كيفية تأثير هذه البيانات على توقعات السياسات النقدية لبنك اليابان. خاصة وأن البيانات أظهرت ارتفاعًا في التضخم السنوي، ولذلك قد يتعرض بنك اليابان لضغوط لتعديل سياسته النقدية، مما قد يدعم الين ويؤدي إلى تراجع زوج الدولار/الين. وعلى العكس، جاءت بيانات التضخم الياباني الشهرية دون التوقعات، مما يدعم استمرار بنك اليابان في سياسته الحالية، مما قد يدعم استمرار قوة الدولار مقابل الين.​ مما يجعل الحذر والجانبية في تحركات الدولار/الين سيد الموقف في المدى القصير.

وأعتقد أن التطورات الجيوسياسية تلعب دورًا في تحديد مسار العملات. فمع استعداد إدارة ترامب لفرض تعريفات جمركية جديدة، تزداد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، مما قد يؤثر على شهية المخاطرة لدى المستثمرين ويدفعهم نحو الأصول الآمنة مثل الين. ومع ذلك، قد تستمر قوة الدولار إذا استمرت التوقعات بسياسات اقتصادية توسعية في الولايات المتحدة.​

وعليه يبقى احتمال استمرار الضغوط الهبوطية على الزوج. فبقاء السعر فوق مستوى 148.10 يعكس وجود دعم قوي. وفي حال اختراق مستوى 149.50، قد نشهد اختبارًا جديدًا لمستوى 150.00. أما إذا فشل الزوج في الحفاظ على الزخم الصعودي، فقد نرى تراجعًا نحو مستويات 147.50 أو حتى 146.80 على المدى القريب.​

وفي الختام، يبقى مسار زوج الدولار/الين معتمدًا بشكل كبير على البيانات الاقتصادية القادمة وتوجهات السياسات النقدية لكل من الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان. وستبقى التطورات الجيوسياسية والسياسات التجارية تلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاه الزوج. لذلك، ننصح المستثمرين بمتابعة هذه العوامل عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة في تداولاتهم المستقبلية.​
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]