في اليومين الأخيرين، بلغت "الاحتفالات" ذروتها. كل ساعة تقريبًا، كان قسم الميزانيات في وزارة المالية يصدر "صفحات استبدال" للميزانية التي تمت المصادقة عليها بالفعل في القراءة الأولى في الكنيست. عشرات ثم مئات الملايين من الشواكل تم توزيعها في كل الاتجاهات، وأعضاء الكنيست صرحوا بأنهم لم يعودوا قادرين على متابعة الفضيحة.
اجتماع عاصف في لجنة المالية
اكتشف أعضاء الكنيست من المعارضة فجأة، وعلى رأسهم النائب فلاديمير بيلياك (يش عتيد)، النائبة أوريت فاركاش هكوهين (المعسكر الرسمي)، النائب ناعور شيري (يش عتيد)، والنائبة نعماه لازيمي (العمل)، أن ما يُسمى بـ"الهوية اليهودية" يتم تمويله من قبل ثمانية وزارات حكومية مختلفة: وزارة المهام الوطنية، وزارة القدس والتقاليد، وزارة التراث، سلطة الهوية اليهودية التابعة للنائب آفي ماعوز (حزب نعوم) في مكتب رئيس الحكومة، قسم المجتمع والشباب في وزارة التربية والتعليم، وزارة الشتات، وزارة الثقافة والرياضة، ووزارة الشؤون الدينية.
حاول هؤلاء النواب معرفة المبلغ الإجمالي المخصص لتعزيز الهوية اليهودية، لكنهم لم يحصلوا على إجابة واضحة، حيث تراوحت الأرقام بين 80 مليون، 110 مليون، وحتى 130 مليون شيكل.
هذه ليست سوى واحدة من العديد من عمليات نقل الميزانيات التي لا تنتهي، بدلًا من تخصيص الأموال للمهام الأكثر إلحاحًا، مثل تمويل الحرب المتجددة، دعم جنود الاحتياط، مساعدة عشرات الآلاف من النازحين، مكافحة الفقر المتزايد، مواجهة ارتفاع الأسعار، تعزيز تدريس الرياضيات، وتمويل سلة الأدوية.
أين تُصرف الأموال؟
تم تخصيص 8.5 مليون شيكل لتراث الحاخام حاييم دروكمان، و60 مليون شيكل لطلاب المعاهد الدينية من الخارج، و28 مليون شيكل لمنع التسرب من المدارس الدينية، و25 مليون شيكل لترميم المؤسسات التعليمية الدينية، و3 ملايين شيكل لمشاريع الطهارة العائلية، و21 مليون شيكل لفعاليات يوم الغفران (سلحوت) ولاغ بعومر، إضافةً إلى 485 مليون شيكل لوزارة الاستيطان برئاسة الوزيرة أوريت ستروك (الصهيونية الدينية)، و78 مليون شيكل لوزارة التراث، و118 مليون شيكل لوزارة القدس والتقاليد.
"عارٌ ما يُفعل بأموالنا"
تساءل أعضاء المعارضة عن سبب تحويل 8 ملايين شيكل لـ"برنامج توعية استراتيجي" تابع لسلطة الهوية اليهودية في مكتب رئيس الحكومة، بينما تم تحويل 545 مليون شيكل بشكل منفصل لوزارة الخارجية لأغراض الدعاية والإعلام؟ ولماذا تحصل سلطة آفي ماعوز على ملايين الشواكل لـ"تعزيز الصلة بالقدس"، في حين أن هناك بالفعل وزارة مخصصة لشؤون القدس وبلدية القدس تتلقى ميزانيات حكومية؟ ولماذا يوجد "مركز لاستقبال شكاوى الجمهور" يتم تمويله من الميزانية العامة في مكتب آفي ماعوز؟ من هم الجمهور الذين يشتكون هناك بالضبط؟
بلغ اليأس ذروته أمس (الثلاثاء) لدى أعضاء المعارضة في لجنة المالية، حيث كانت الأموال تتدفق بسرعة هائلة تصل إلى 100 مليون شيكل في الساعة، ما دفعهم إلى مغادرة الجلسة في منتصف النهار، الأمر الذي أتاح للنائب يتسحاق بيندروس (يهودية التوراة) إدارة الجلسة لفترة طويلة دون أي معارضة تُذكر.
وقد لخصت النائبة أوريت فاركاش هكوهين المشهد في لجنة المالية بعبارة تلخص كل شيء: "حتى نحن الذين رأينا كل شيء، تفاجأنا في كل لحظة من جديد. عارٌ ما يُفعل هنا بأموالنا".
[email protected]
أضف تعليق