قال عادل شديد، المختص بالشأن الإسرائيلي لبكرا، إن المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية لاتفاق غزة لم تبدأ حتى اللحظة، رغم أنه كان من المفترض أن تنطلق في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، أي قبل حوالي 40 يومًا من الآن.

وأكد أن السبب في ذلك يعود إلى قرار الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.

وأضاف: "بتقديري، الأسباب الحقيقية التي تدفع نتنياهو لعدم المضي قُدمًا نحو المرحلة الثانية تكمن في قناعته بعدم وقف إطلاق النار، لأنه لا يريد إنهاء الحرب، وذلك لاعتبارين رئيسيين".

الاعتبار الأول، وفقًا لشديد، هو أن نتنياهو وشريحة كبيرة من شركائه في اليمين الديني والقومي والعلماني المتطرف، يعتقدون أن قطاع غزة لم يُهزم بعد هزيمة نكراء، بل يرون ضرورة تدميره بالكامل، ليس فقط القضاء على حركة حماس، بل القضاء على كل مقومات الحياة في غزة، وتحويلها إلى منطقة صحراوية طاردة للسكان، بحيث يصبح البحث عن فرصة للنجاة والهروب منها هو الخيار الوحيد أمام سكان القطاع.

أما الاعتبار الثاني، فهو مرتبط بمصير نتنياهو السياسي كرئيس للحكومة، وكذلك ببقاء حكومته الحالية. فوقف إطلاق النار، بحسب شديد، سيؤدي إلى تفكيك الائتلاف الحاكم، مع احتمالية انسحاب سموتريتش، مما قد يتسبب في انهيار الحكومة.

انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ووقف إطلاق نار نهائي يرفضه نتنياهو 

وأضاف أن كل استطلاعات الرأي التي أُجريت في الأشهر الأخيرة تؤكد أنه في حال إجراء انتخابات اليوم، لن يكون أي من مكونات الحكومة الحالية قادرًا على العودة إلى الحكم.

وأشار شديد إلى أن هذه الأسباب تجعل مسألة وقف إطلاق النار النهائي غير واردة وغير مطروحة، لا سيما أن ما يميز المرحلة الثانية عن الأولى هو شرطان أساسيان:

ملف الأسرى، حيث سيتم التفاوض على تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين، ومعظمهم من الجنود.

انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ووقف إطلاق نار نهائي، وهو ما يرفضه نتنياهو وجميع مكونات حكومته.

واكد شديد انه: لا يوجد أي أمل في الأفق للوصول إلى المرحلة الثانية، إلا إذا حدث تغيير جذري في الموقف الأمريكي تجاه هذا الملف، وهو أمر لا يمكن الرهان عليه في ظل إدارة مثل إدارة الرئيس ترامب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]