في تحذير جديد يعكس تسارع التحولات الرقمية، أصدر بنك إسرائيل تقريرًا يثير القلق حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على سوق العمل، مؤكدًا أن مهنًا بأكملها قد تختفي في المستقبل القريب، بينما ستشهد أخرى تغيرات جذرية في طبيعة عملها.

قبل سنوات قليلة، كان الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مبتكرة تساعد في تحليل البيانات وإجراء العمليات الحسابية المعقدة، لكن اليوم، أصبح بإمكانه إنشاء نصوص، تحرير صور، إنتاج مقاطع فيديو، وحتى كتابة الأكواد البرمجية، ما يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية.

المهن التي تواجه الخطر الأكبر

بحسب تقرير بنك إسرائيل، هناك فئتان رئيسيتان من الوظائف ستتأثر بهذه الثورة الرقمية. الفئة الأولى، وهي الأكثر عرضة للخطر، تشمل المهن القابلة للاستبدال، مثل:

* موظفو خدمة العملاء، حيث باتت الروبوتات الذكية قادرة على إدارة المحادثات والرد على الاستفسارات بدقة متزايدة.
* الموظفون الإداريون والسكرتارية، مع انتشار الأدوات التي تؤتمت المهام المكتبية مثل جدولة الاجتماعات وإعداد التقارير.
* عمال المبيعات والتسويق التقليديون، الذين يواجهون منافسة من الخوارزميات التي تحلل سلوك المستهلكين وتقترح العروض المناسبة لهم تلقائيًا.

أما الفئة الثانية، فتشمل المهن المكملة للذكاء الاصطناعي، وهي مهن لن تختفي بالكامل، لكنها ستتغير بشكل جوهري. من بين هذه المهن:

* المحامون، الذين سيعتمدون أكثر على أدوات تحليل البيانات القانونية وتلخيص القضايا.
* المهندسون، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في عمليات التصميم والمحاكاة، مما يقلل الحاجة إلى فرق عمل كبيرة.
* الأطباء والممرضون، الذين سيمكنهم الاستفادة من أنظمة التشخيص الذكية في تحديد الحالات المرضية بشكل أكثر دقة.
* المعلمون، الذين قد يجدون أنفسهم في بيئة تعليمية تدمج بين الذكاء الاصطناعي والتفاعل البشري، حيث تقوم الأنظمة الذكية بتحليل قدرات الطلاب وتقديم خطط تعلم فردية.

كيف يمكن مواجهة التحدي؟

يحذر البنك من أن الاقتصاد الإسرائيلي قد يواجه صدمة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات استباقية لمساعدة العمال على التكيف مع هذا الواقع الجديد. ويدعو إلى إطلاق برامج تدريبية واسعة النطاق لمساعدة الأفراد على الانتقال إلى وظائف أكثر تطورًا، إضافة إلى تعزيز تعليم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات لضمان إعداد الأجيال القادمة لمتطلبات سوق العمل المستقبلي.

رغم المخاوف، يرى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي لا يجب اعتباره تهديدًا مباشرًا، بل فرصة لإعادة تعريف طريقة العمل والاستفادة من الإمكانيات التكنولوجية في تحسين الإنتاجية. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل سنتمكن من التكيف مع هذه التغيرات بسرعة كافية، أم أننا سنشهد اختفاء وظائف أسرع مما نتوقع؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]