كشفت مصادر عراقية أن الإدارة الأمريكية وجهت تحذيرًا رسميًا للحكومة العراقية بشأن مصير الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، المختطفة منذ مارس 2023، مشددة على أنه في حال عدم الإفراج عنها قريبًا، ستواجه بغداد "تبعات سياسية واقتصادية" خطيرة.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد"، أكد مسؤولان عراقيان أن آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون الرهائن، أبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بضرورة إيجاد حل سريع للقضية، وإلا فإن بلاده ستفرض عقوبات على العراق.

ضغوط أمريكية وقلق في بغداد

أحد المسؤولين العراقيين أوضح أن بوهلر نقل رسائل مباشرة إلى بغداد، محذرًا من "حزمة من الإجراءات العقابية" إذا لم يتم الإفراج عن تسوركوف. في المقابل، أكد مسؤول آخر أن الحكومة العراقية بدأت بتكثيف جهودها عبر قنوات سياسية ودبلوماسية، للتواصل مع ميليشيا "كتائب حزب الله العراق"، الجهة التي يُعتقد أنها تحتجزها، مشيرًا إلى أن جهود الوساطة السابقة لم تحقق أي اختراق، لأن الخاطفين لا يسعون للحصول على فدية.

زيارة بوهلر واجتماعات مع السوداني

وفقًا للتقرير، أجرى بوهلر زيارة إلى بغداد مؤخرًا، حيث التقى بمسؤولين عراقيين، كما زار المكان الذي قُتل فيه قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني عام 2020.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه مصادر دبلوماسية أمريكية لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن العقوبات على العراق قد تُفرض على مراحل، وستستهدف شخصيات في الحكومة العراقية وقيادات في الميليشيات.

تصعيد ضد النفوذ الإيراني

بحسب الدبلوماسيين الأمريكيين، فإن العقوبات المرتقبة لن تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي في العراق، بل إلى تقويض النفوذ الإيراني داخل مؤسساته. وقال أحدهم: "نريد أن نمنح العراق الفرصة لإدارة شؤونه بشكل أكثر استقلالية بعيدًا عن النفوذ الإيراني".

حكومة السوداني تحت الضغط

منذ اختطاف تسوركوف، تتعامل الحكومة العراقية بحذر مع الملف، حيث أكد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي العراقي، أن السلطات العراقية تعمل عبر وسطاء لإيجاد حل، لكنه أشار إلى أن الملف معقد ويحتاج إلى تعامل سري بعيدًا عن الضغوط الإعلامية.

يأتي هذا وسط مخاوف عراقية من أن تتخذ الولايات المتحدة العقوبات كأداة ضغط ضد بغداد، بغض النظر عن ملف تسوركوف، في ظل استمرار التوتر الأمريكي الإيراني في المنطقة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]