قال الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبوعطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين ل بكرا، أنه وبرغم تعثر مفاوضات صفقة التبادل، وبرغم التصريحات الإعلامية المتشابكة والمتضاربة التي تتعلق بمجريات الأحداث وتطوراتها بشأن تحقيق تقدم وإنجاز على صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أنه ظهرت وخلال أيام قليلة سابقة رؤية جديدة تتخذ من نهج مسار التفاوض مسارا مشابها، ولكن ضمن شخصيات مختلفة، وهذا ما بات واضحا من خلال التصريحات والتسريبات الإعلامية المتناقلة التي تتحدث عن نجاح مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن "آدم بوهلر" لحتى اللحظة في انفتاح المباحثات المباشرة مع حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في إمكانية إحراز اتفاق شامل لوقف إطلاق النار تتراوح مدته من بين 5 إلى 10 سنوات، إضافة بأن المقترح يشمل نزع سلاح حماس من جهة، وعدم تدخلها بالشأن السياسي الفلسطيني من جهة أخرى، وهذا مقابل الإفراج عن الأسرى المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.

وأوضح "أبو عطيوى" أنه وبرغم تهديدات حكومة إسرائيل وقراراتها المتلاحقة بالتلويح لعودة استئناف الحرب على غزة، وفي ظل إغلاق المعابر وقطع خطوط الكهرباء، والتلويح قادما بقطع المياه، إضافة إلى التهجير وإمكانية عودة الاغتيالات، إلا أنه تبق المفاوضات التي قادها مبعوث الرئيس الأمريكي "آدم بوهلر" بالدوحة مع حماس مؤخرا هي الأكثر منطقية وواقعية للتطبيق والتنفيذ، ولإحداث اختراق قادم غير مسبوق على صعيد المفاوضات، وهذا يعود لعدة أهمها: أن بنود الاتفاق الأولية التي جاءت بها رحلة المباحثات بين بوهلر وحماس هي بالأساس مطلبا إسرائيليا وتعمل على تحقيق ما تريده حكومة إسرائيل من حركة حماس، والتي من بين البنود المطروحة نزع السلاح وابتعاد حماس عن المشهد السياسي الفلسطيني القادم، بالإضافة إلى أن نجاح مباحثات الدوحة بين مبعوث الرئيس الأمريكي وحماس ، يحظى بقبول ورضا أمريكي تام لما تم التوصل إليه لحتى اللحظة ، الأمر الذي من الممكن أن يحدث انفراجة قريبة وقادمة على كافة الصعد والمستويات.

مباحثات الدوحة

وأضاف: "أبو عطيوي" إن مباحثات الدوحة الأخيرة تأتي اليوم في إطار هام وهو دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المفاوضات بشكل مباشر ووجها إلى وجه مع حركة حماس، وهذا لإنجاز صفقة تبادل شاملة وكاملة تحظى برضا وقبول كل الأطراف المعنية وذات العلاقة، ومن أجل إنهاء ملف صفقة التبادل بشكل نهائي وإنهاء الحرب وعدم عودتها إلى قطاع غزة، وهذا لأن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب تريد أن تقوم بإنجاز ملف صفقة التبادل نهائيا مع كافة الأطراف المعنية، وهذا من أجل تقدم الإدارة الأمريكية الجديدة نحو خطط ومشاريع ذات انفتاح على المنطقة العربية من جهة ، وعلى بعض الدول العالمية من جهة أخرى.

وأكد مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات أنه تبقى الأيام المقبلة هي عامل الرهان على تقدم ونجاح مباحثات الدوحة بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس، ضمن تفاؤل حذر، لأنها تعتبر المباحثات التي أنتجت توافقا مبدئيا للآن على حالة شبه توافقية ترضي وتحظى بقبول كافة الأطراف المعنية في الوصول لقواسم مشتركة تخرج الجميع من نفق الأزمة وانهيار مفاوضات صفقة التبادل والعودة إلى نقطة الصفر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]