في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، تبرز القمة العربية الأخيرة كحدث شكلي لم يرقَ إلى مستوى التوقعات. في هذا اللقاء، يسلط الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل الريماوي الضوء على قرارات القمة التي كانت خجولة وباهتة، وتخلو من أي موقف حازم لدعم القضية الفلسطينية، كما قال خلال حديثه لموقع بكرا
مرحلة هوان للأنظمة العربية
قال الكاتب إسماعيل الريماوي إن النظام العربي لم يشهد من قبل مرحلة من الضعف والهوان كما هي الحال الآن، وأضاف أن الشارع العربي يمر بحالة من الاستسلام واللامبالاة غير مسبوقة، حيث أصبح يقبل بالذل والخذلان الذي يفرضه الواقع السياسي.
القمم العربية: مجرد استعراضات بلا تأثير
وأكد الريماوي أن القمم العربية، كما هو المعتاد، تمر دون أن يلاحظها أحد، مشيرًا إلى أنها دائمًا ما تأتي بعيدة عن الواقع الذي يعيشه الوطن العربي. وأوضح أن هذه القمم تتجاهل ما يحدث في الساحة الفلسطينية بشكل خاص، كما أن المؤتمر الأخير لم يختلف عن سابقيه. فقد انعقد بسرعة وانفضَّ دون أن يترك أثراً حقيقيًا. لفت الريماوي إلى أن غالبية الدول المشاركة كانت تمثل حضورًا ضعيفًا، بينما كانت الكلمات التي أُلقيت خالية من أي مضمون قوي أو موقف حازم.
قرارات القمة: رفع عتب وليس موقفًا حقيقيًا
قال الريماوي إن القرارات التي صدرت عن المؤتمر لم تكن سوى محاولة لرفع العتب عن الأنظمة العربية، أو كما يقال "إسقاط فرض". وأكد الكاتب أن المواقف التي طُرحت في القمة لم تكن سوى كلمات سطحية، إذ لم تُبدِ القمة أي جهد حقيقي من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن بعض الحضور استخدم المؤتمر فرصة للتلميح باللوم على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين حقيقة الوضع في الأراضي الفلسطينية قبل عملية 7 أكتوبر.
المراهنة على التسوية: فشل متكرر
وفيما يتعلق بتصريحات بعض القادة حول أهمية العودة إلى خيار التسوية، أشار الريماوي إلى أن هذا الخيار لم يُثمر سوى المزيد من التوسع الاستيطاني، مصادرة الأراضي، وقتل الفلسطينيين، إضافة إلى إنكار وجود فلسطين ككيان مستقل. وقال الريماوي إن المحاولات المتكررة للمفاوضات لم تحقق سوى زيادة معاناة الشعب الفلسطيني، بينما تم إضفاء طابع شكلي على عملية التسوية التي باتت تفقد مصداقيتها في أذهان العديد من العرب.
البيان الختامي: كلمات بلا قوة أو تأثير
قال الكاتب إنه لا يجب أن نعطي الانطباع بأن هناك آمالًا كبيرة كانت معلقة على هذه القمة، حيث إن من عاصر المؤتمرات السابقة يعلم أنها لم ترتقِ أبدًا إلى مستوى طموحات الأمة العربية. وأكد أن البيان الختامي لم يختلف عن تصريحات الشجب التقليدية التي يطلقها القادة العرب منذ عقود. وأوضح أن هذه القرارات لم تكن سوى مواقف ضعيفة تساهم في حماية مصالح الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، ولم تكن هناك أي خطوات ملموسة لدعم القضية الفلسطينية.
غياب الدول الفاعلة: قمة بلا قوة
لفت الريماوي إلى أن غياب بعض الدول العربية الفاعلة عن القمة يعكس الفشل الكبير الذي شهدته هذه القمة. وأوضح أن غياب هذه الدول أظهر بوضوح أن الهدف من القمة لم يكن دعم فلسطين، بل كان مجرد استعراض سياسي يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي. كما أشار إلى أن الأنظمة العربية تسعى إلى الحفاظ على عروشها على حساب القضية الفلسطينية، غير آبهة بمذابح الأبرياء التي تُرتكب يوميًا على يد الاحتلال.
القمة: مجرد "جعجعة بلا طحين"
في الختام، قال الريماوي إن القمة العربية اختتمت بقرارات باهتة لا تحمل أي جديد، وإن هذه القرارات لم تكن سوى بيانات شجب واستنكار. وأكد أن استمرار هذا النهج المتخاذل يعني أن بعض الأنظمة العربية أصبحت أدوات في خدمة الاحتلال، مستعدة للتنازل عن القضية الفلسطينية مقابل الحفاظ على مصالحها السياسية. وفي وصفه للمخرجات النهائية للقمة، استخدم الريماوي المثل العربي: "ضجيج بلا طحين"، حيث لم تكن قرارات القمة سوى جعجعة بلا أي فائدة.
[email protected]
أضف تعليق