حول التحركات الإسرائيلية في لبنان وتبعاتها تحدث موقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول.
في تحركات جديدة تثير قلقاً كبيراً في المنطقة، نظمت المديرية الاسرائيلية لقبر يوسف في نابلس يوم 7 آذار/مارس الجاري زيارة للمئات من "الحرديم" (الطائفة اليهودية المتشددة) إلى قبر الحاخام آشي في لبنان. هذه الزيارة، التي جاءت بإذن من الجيش الإسرائيلي، أثارت ردود فعل غاضبة من قبل لبنان الذي اعتبرها انتهاكاً خطيراً لسيادته. وفي الوقت نفسه، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية عنيفة على لبنان، ما يعكس تصعيداً في الوضع الإقليمي.
زيارة قبر الحاخام آشي: رسالة سياسية وأمنية
تحركت المديرية الاحتلالية لقبر يوسف في نابلس تحت إشراف الجيش الإسرائيلي لتمكين المتدينين من زيارة قبر الحاخام آشي في الأراضي اللبنانية، وهو خطوة طالما طالبت بها الجماعات الدينية اليهودية، ولكن تم تأجيلها لسنوات بسبب الوضع الأمني في جنوب لبنان. هذه الزيارة تأتي بعد سلسلة من محاولات التسلل خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله، مما يعكس نية إسرائيلية مستمرة للبقاء والتوسع في لبنان، رغم ما ينطوي عليه ذلك من انتهاك للسيادة اللبنانية.
إسرائيل وحرب الاستنزاف متعددة الجبهات
بعد إعلان قائد الأركان الإسرائيلي، إيال زمير، عن "حرب استنزاف متعددة الجبهات"، يعكس هذا التصريح سياسة إسرائيلية تهدف إلى إبقاء الصراع في لبنان وسوريا مفتوحاً على جميع الاحتمالات. إسرائيل تتعامل مع الوضع في لبنان على أنه جبهة ساخنة، مع استمرار الغارات الجوية والتصعيد العسكري، ما يجعل الوضع الإقليمي أكثر تعقيداً ويهدد بتوسيع دائرة الصراع في المنطقة.
التهجير الفلسطيني: خطة إسرائيلية مستمرة
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لتنظيم "التهجير الطوعي" للفلسطينيين من قطاع غزة، عبر البحر والجو والبر، وهو مشروع تهجير يتم تنفيذه على مراحل. وزير الأمن الإسرائيلي، يوفال كاتس، أكد أن هذه الخطط تتضمن إنشاء مديرية خاصة لتسهيل عملية التهجير، رغم المعارضة الشديدة من قبل الدول العربية، خاصة مصر والأردن، التي تعتبران أن هذه السياسات تهدد استقرار المنطقة.
المخططات الإسرائيلية في سوريا: السيطرة والتوسع
في سوريا، يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع وجوده العسكري، رغم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد. إسرائيل تستخدم شماعة "حماية الأقليات" مثل الدروز والأكراد في جنوب وشمال سوريا كغطاء لاستمرار وجودها العسكري في تلك المناطق، مع تكثيف جهودها لفرض نفوذها هناك، وكذلك في لبنان، تحت ذريعة حماية الأمن الإسرائيلي.
الخلاصة:
تسعى إسرائيل من خلال تحركاتها الأخيرة في لبنان وسوريا إلى ترسيخ وجودها العسكري والاحتلالي في المنطقة، مع توظيف القضايا الدينية مثل زيارة قبر الحاخام آشي لتبرير وجودها في مناطق حدودية لبنانية. هذه التحركات تعكس نوايا إسرائيلية بالبقاء في هذه المناطق لفترة طويلة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ويزيد من المخاطر على الشعب الفلسطيني.
ورغم أن هذه السياسات قد تدعم الائتلاف الحاكم في إسرائيل، فإنها لا تحسن بالضرورة الوضع الاستراتيجي لإسرائيل على المدى الطويل. إن الوضع الفلسطيني والعربي والدولي يبقى عاملاً حاسماً في الرد على هذه التحركات، ويمكن أن يقف حجر عثرة أمام محاولات إسرائيل لتوسيع نطاق احتلالها.
[email protected]
أضف تعليق