مع توثيق التعاون الأمني بين إسرائيل وكل من المغرب والإمارات، وتدهور العلاقات مع تركيا، وجد مجرمون إسرائيليون فارون من العدالة وجهة غير متوقعة للهرب – ألبانيا، الدولة الأوروبية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، حيث لا يوجد اتفاق تسليم مطلوبين مع إسرائيل.
في ديسمبر 2024، هبط أربعة مطلوبين إسرائيليين، بينهم متان وألي أربيف، في مطار تيرانا، عاصمة ألبانيا. بعد اجتيازهم التفتيش الحدودي، استقلوا ليموزين خاصة نقلتهم إلى بلدة جبلية قريبة من مدينة شكودر شمال البلاد، وهي وجهة معروفة بالسياحة الشتوية.
أحدهم تحدث عن التجربة قائلًا: "المكان مثالي ورخيص للغاية، الشرطة الإسرائيلية لم تكن لتخطر على بالها أننا هنا. تواصلنا مع جهات محلية ساعدتنا كثيرًا".
ألبانيا بدلًا من المغرب ودبي
في السنوات الأخيرة، كانت المغرب وجهة رئيسية للهاربين الإسرائيليين، حيث أسس بعضهم شبكات إجرامية وأعمالًا تجارية، لكن بعد توقيع اتفاقيات أبراهام بين المغرب وإسرائيل، بدأ التعاون الأمني بين البلدين، ما أدى إلى ترحيل بعض المطلوبين وخسارة آخرين لأعمالهم هناك.
لاحقًا، لجأ بعضهم إلى دبي وتركيا، ولكن مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وتركيا بعد الحرب الأخيرة في غزة، وتشديد التعاون بين تل أبيب وأبو ظبي، وجد المطلوبون الإسرائيليون في ألبانيا ملاذًا آمنًا، حيث لا تواجههم رقابة مشددة.
نشاط اقتصادي وتدريبات عسكرية
وفق مصادر استخباراتية إسرائيلية، فإن عشرات المجرمين الإسرائيليين دخلوا ألبانيا، بعضهم باستخدام جوازات سفر رومانية أو برتغالية، وأقاموا مشاريع تجارية في قطاعات المطاعم والسياحة، بينما انخرط آخرون في تدريبات الرماية والقتال القريب.
أحد المطلوبين قال بصراحة: "ألبانيا أكثر أمانًا من المغرب ودبي. لا أحد يعرفنا هنا، ولا يوجد تعاون أمني مع إسرائيل، لذا يمكننا العيش بحرية".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق