(21) أسيرة يتعرضن لجرائم منظمة في السجون الإسرائيلية
بينهن طفلة تبلغ من العمر (12 عاماً)
8/3/2025

رام الله – شكّلت سياسة اعتقال النّساء الفلسطينيات، إحدى أبرز السّياسات الممنهجة التي استخدمتها إسرائيل تاريخياً بحقّهن، ولم تستثن منهن القاصرات، واليوم تواصل إسرائيل اعتقال (21) أسيرة فلسطينية، بعد دفعات الإفراج التي تمت، من بينهنّ أسيرة من غزة؛ حيث يواجهنّ جرائم ممنهجة ومنظمة في السجون الإسرائيلية ومراكز التّحقيق، والتي تصاعدت بمستواها منذ تاريخ حرب الإبادة، التي شكلت المرحلة الأكثر دموية في تاريخ شعبنا، وما تزال هذه المرحلة تلقي بظلالها على مصير النساء الفلسطينيات.

وبمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني تقريراً خاصاً يسلط الضوء على أبرز القضايا المتعلقة بالظروف الاعتقالية للأسيرات في السجون الإسرائيلية، والتي تندرج جميعها وبمستويات مختلفة تحت جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسيّة بمستوياتها المختلفة، هذا عدا عن عمليات القمع والاقتحامات المتكررة لغرف الأسيرات، وعمليات السّلب والحرمان الممنهجة، وأساليب التّعذيب النفسيّ التي برزت بحقّهن منذ لحظة اعتقالهن.

وأضافت الهيئة والنادي، إن ما شهدناه خلال حرب الإبادة، وما نشهده حتى اليوم من استهداف للنساء، وأحد أوجهه عمليات الاعتقال، لا يشكل مرحلة استثنائية، إلا أنّ المتغير هو مستوى الجرائم التي مورست وتمارس بحقهن. فمنذ تاريخ السابع من أكتوبر 2023، وثقت المؤسسات المختصة (490) حالة اعتقال بين صفوف النساء، حيث شكّلت عمليات الاعتقال للنساء ومنهنّ القاصرات، أبرز السّياسات التي انتهجتها إسرائيل وبشكل غير مسبوق، ويتضمن هذا المعطى النّساء اللواتي تعرضن للاعتقال في الضفة بما فيها القدس، وكذلك النساء من الأراضي المحتلة عام 1948، فيما لا يوجد تقدير واضح لأعداد النّساء اللواتي اعتقلنّ من غزة. (هذا المعطى يشمل النساء اللواتي اعتقلن وأبقت إسرائيل على اعتقالهن ومن أفرج عنهن لاحقاً).

وكما ذكرنا أعلاه يبلغ عدد الأسيرات (21) أسيرة، (17) منهن ما زلن موقوفات، بينهنّ أسيرة من غزة، وهي الأسيرة سهام أبو سالم، ومن بين الأسيرات، طفلتان بينهما طفلة تبلغ من العمر (12 عاماً)، و(12) أمّاً، وأسيرة حبلى في شهرها الثالث، ومعتقلتين إداريتين، و(6) معلمات، وصحفية وهي طالبة إعلام، ومن بين الأسيرات المريضات، أسيرة مصابة بالسّرطان، يذكر أنه تبقى أسيرتين معتقلتين منذ ما قبل السابع من أكتوبر ترفض إسرائيل حتى الآن أن تشملهن صفقات التبادل التي أبرمت بينها وبين المقاومة الفلسطينية.

اعتقال النساء رهائن القضية الأبرز التي تلت الحرب

لا تبدأ رحلة الاعتقال لدى النساء الفلسطينيات ومواجهة ظروف الاعتقال القاسية عند لحظة الاعتقال، فجزء من الأسيرات، هن من عائلات واجهت عمليات الاعتقال المتكررة، والاقتحامات المتواصلة لمنزل العائلة، واستهداف أفراد آخرين من العائلة عبر الاحتجاز، أو الاعتقال، أو القتل، فعلى مدار الشهور التي تلت حرب الإبادة، برزت قضية اعتقال النساء كرهائن، والتي طالت العشرات من النساء، بهدف الضغط على أحد أفراد العائلة المستهدفين من قبل إسرائيل لتسليم نفسه، وشملت زوجات أسرى، وشهداء، وأمهات منهنّ مسنّات تجاوزنّ السبعين عامًا، مع الإشارة إلى أنّ هذه السّياسة كذلك طالت فئات أخرى، وليس فقط النّساء، وقد رافق عمليات احتجازهن كرهائنّ عمليات تنكيل وتهديدات وصلت إلى حد التّهديد بقتل نجلها المستهدف أو زوجها، هذا عدا عن الاعتداءات التي تعرضت لها خلال عملية الاعتقال، إضافة إلى عمليات التّخريب التي طالت منازلهنّ، وترويع أطفالهنّ، وأبنائهنّ، ومصادرة أموالهنّ ومصاغ ذهب.

عمليات تنكيل وتعذيب وضرب طالت غالبية الأسيرات خلال عملية اعتقالهنّ:

تعرضت غالبية الأسيرات اللواتي جرى اعتقالهن، لعمليات ضرب وتنكيل وتعذيب، وهناك العديد من شهادات الأسيرات التي عكست مستوى التوحش الذي مورس بحقهن، ومجدداً فإننا نؤكّد بأن كل هذه الإجراءات لم تكن استثنائية إلا أنها غير مسبوقة من حيث المستوى.

محطة سجن (هشارون) والتفتيش العاري:

يشكل سجن (هشارون)، محطة تنكيل وتعذيب، قبل نقل الأسيرات إلى سجن (الدامون)، فجميع الشهادات التي حصلنا عليها من الأسيرات، أكّدن أنهن تعرضن للتفتيش العاري في سجن (هشارون)، وتم احتجازهن في ظروف قاسية وصعبة، في زنزانة قذرة لا تصلح للحياة الآدمية.

سياسة السلب والحرمان وتحويل بنية السجن إلى أداة للتنكيل:

حوّلت إدارة السجون كافة احتياجات الأسرى ومنهم الأسيرات، إلى أداة للسلب والحرمان، فجميع احتياجات الأسيرات حُرمن منها، وحتى إن تم تزويدهن بها تكون محدودة جدا، وتتحول إلى أداة (للعقاب الجماعي).

سياسة الاقتحامات لغرف الأسيرات وعزلهن الإنفرادي:

تصاعدت الاقتحامات لزنازين الأسيرات بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية، حيث حوّلت إدارة السّجن كل تفاصيل في بنية السّجن إلى أداة للتنكيل والتعذيب بحقّهن.

الاعتداءات الجنسية بحقّ النّساء الفلسطينيات ومنهنّ الأسيرات:

إحدى أبرز الجرائم التي نفّذتها قوات إسرائيل بحقّ النّساء الفلسطينيات، ومنهنّ الأسيرات، الاعتداءات الجنسيّة، والتي تضمنت التّحرش، والتّفتيش العاري، إضافة إلى التّهديد بالاغتصاب.

الاعتقال على خلفية حرية الرأي والتعبير (التحريض) التهم الأبرز لاعتقال النساء:

تصاعدت عمليات الاعتقال على خلفية حرية الرأي والتعبير أو ما تدّعيه إسرائيل (بالتحريض) على مواقع التواصل الاجتماعي.

تؤكّد هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن إسرائيل مستمرة في انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات في مراكز التّوقيف والتّحقيق والسّجون.

وتوصي مؤسسات الأسرى الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء بالضغط على إسرائيل لاحترام والالتزام بالقانون الدوليّ والقانون الدوليّ لحقوق الإنسان، والمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة إسرائيل على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]