قال مدير عام أوقاف الخليل الشيخ جمال أبو عرام، إن سلطات إسرائيل اتخذت إجراءات خطيرة بحق الحرم الإبراهيمي. وأضاف أنه على مدار اليومين الماضيين منعت الشباب الذين تقل أعمارهم عن 27 عامًا من دخول الحرم، كما قامت أيضًا بإبعاد 4 من سدنة الحرم ليصبح العدد الإجمالي 9 من موظفي الحرم الإبراهيمي الذين تمنعهم سلطات إسرائيل من الوصول إليه.
وذكرت مصادر مطلعة أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الضغط على وزارة الأوقاف لتلبية مطالب المستوطنين بخصوص سقف صحن الحرم الإبراهيمي، الذي يسيطر عليه المستوطنون منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي. وأضافت المصادر أن سلطات إسرائيل طالبت وزارة الأوقاف لسنوات طويلة بتغيير سقف الصحن، لكنها ترفض ذلك لأن في ذلك تغييرًا للمعالم التاريخية والأثرية في المسجد الإسلامي الخالص، الذي تم إدراجه على لائحة التراث العالمي لدى اليونسكو في عام 2017.
ووثقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في تقريرها الشهري انتهاكات سلطات إسرائيل والمستوطنين بحق المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، ودور العبادة كافة خلال شهر شباط/فبراير الماضي، مشيرة إلى اقتحام المسجد الأقصى 20 مرة، ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي 44 مرة.
وأوضحت الأوقاف في بيان لها أن سلطات إسرائيل ومستوطنيها كثفوا من اعتداءاتهم بحق المقدسات الإسلامية تحت مسمى "السياحة". وأشارت إلى أن قوات إسرائيل واصلت اعتداءاتها على الحرم الإبراهيمي وطردت عددًا من موظفيه دون سبب ومنعتهم من دخوله، مؤكدة أن هذه الإجراءات تأتي ضمن محاولاتها لتفريغ الحرم من أهله والعاملين فيه، بعد إبعاد مديره منذ أسبوع.
وكانت وزارة الأوقاف قد أكدت في بيان سابق أنها صاحبة السيادة على الحرم، وأن أي محاولة لتغييره تعد انتهاكًا واعتداءً على هذه السيادة. وأوضحت أن الحرم ملكية وقفية خالصة للمسلمين، ولا يحق لأي كان، مهما امتلك من قوة، العبث فيه أو تغيير معالمه.
وشددت الوزارة على أن سلطات إسرائيل، من خلال انتهاكاتها اليومية، تضرب بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية التي وضعت الحرم على قائمة الموروث الحضاري عام 2017. وطالبت الأوقاف المؤسسات الدولية ذات العلاقة بضرورة العمل على وقف هذه الانتهاكات، حفاظًا على قيمته الدينية والتراثية والتاريخية، ووضع حد لانتهاكات سلطات إسرائيل الظالمة.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي إسرائيلي. عقب المجزرة التي وقعت عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بنسبة 63% لليهود و37% للمسلمين، وفي الجزء المخصص لليهود توجد غرفة الأذان.
[email protected]
أضف تعليق