وسط دوامة العنف التي تحصد أرواح الأبرياء في المجتمع العربي، نجا الطفل أمير عبد السلام أبو زرقا (6 سنوات) بأعجوبة من موت محقق، بعدما أُطلقت عليه رصاصة مباشرة في رأسه أثناء قيادته تراكتورون كهربائي برفقة والدته في بلدة عارة. الرصاصة اخترقت خوذته وأصابته في وجهه، ليُنقل في حالة حرجة إلى المستشفى، بينما تعيش عائلته صدمة لا توصف.

"أطلقوا النار على رأسه من مسافة قريبة!"

وقع الحادث عصر السبت في شارع ابن رشد، حيث كان الطفل يزور جديه برفقة والدته، وفي لحظة عبوره الشارع، خرج مسلح مجهول وأطلق النار عليه بدم بارد. خاله خالد أبو زرقا روى التفاصيل المروعة وهو غارق في الصدمة:"كان يرتدي الخوذة كما ينص القانون، لكنهم أطلقوا النار على رأسه، من مسافة أربعة أمتار فقط! الرصاصة اخترقت الخوذة واستقرت في وجهه... هل يعقل أن يُطلق الرصاص على طفل عمره ست سنوات؟!"

وأضاف: "قبل ثلاثة أشهر فقط قتلوا أخي، ولم تُنفذ أي اعتقالات. اليوم، نحن نعيش كابوسًا جديدًا. إلى متى سنعيش تحت رحمة الرصاص؟ إلى أين يريدون أن يصلوا؟"

عنف بلا حدود.. والشرطة تتفرج

رغم خطورة الحادث، إلا أن العائلة لم تفاجأ، فالجريمة المنظمة والانفلات الأمني أصبحا واقعًا قاتلًا في المجتمع العربي. الشرطة أعلنت عن اعتقال خمسة مشتبهين، لكنها لم تقدم حتى الآن أي تطمينات بأن الجناة الحقيقيين سينالون العقاب، في وقتٍ تستمر فيه معدلات القتل بالارتفاع دون رادع.

"نحن نموت كل يوم.. أين الدولة؟"

منذ بداية العام، قُتل 46 شخصًا في جرائم عنف داخل المجتمع العربي، 27 منهم خلال فبراير فقط، بينما لم تحل الشرطة إلا جريمتي قتل فقط! ومع دخول شهر رمضان، لم تهدأ الدماء، فقد قُتل في اليوم السابق رجل يبلغ من العمر 63 عامًا في قلنسوة، كما قُتل شاب آخر في الطيرة.

عائلة أبو زرقا، التي كادت تفقد طفلها، تطالب بتحرك فوري وفعلي، قائلة: "أين الدولة من كل هذا؟ متى سيتوقف نزيف الدم؟ طفلنا نجا بأعجوبة، لكن ماذا عن الأطفال الآخرين الذين قد لا يكونون محظوظين؟"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]