حول اهمية السلام بين الشعوب، وتحقيق العدالة، وهل يمكن تحقيق السلام بوجود الظلم، كتب الشيخ كامل ريّان: 

سلامٌ من غير عدالة جسدٌ من غير رأس

الشيخ كامل ريان - رئيس مركز أمان

لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي بين الشعوب دون تحقيق العدالة، لأن السلام القائم على الظلم أو القهر يكون هشًا وزائفًا، وسرعان ما ينهار أمام أول اختبار، فالعدالة تعني إعطاء كل ذي حق حقه، وهي التي تضمن الاستقرار والرضا الاجتماعي، مما يمهد الطريق لسلام مستدام.

كيف أن العدالة تسبق السلام في جميع الأديان السماوية؟

في الإسلام:
العدالة ركن أساسي في التشريع الإسلامي، حيث يقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ” (النحل: 90). وجاء الإسلام بمنظومة متكاملة لضمان العدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضائية، مؤكدًا أن الظلم هو سبب الفساد والاضطراب في الأرض.

في المسيحية:
شددت التعاليم المسيحية على العدل كأساس للسلام، حيث قال السيد المسيح: “طوبى لصانعي السلام” (متى 5:9) والسلام في المسيحية لا يعني التنازل عن الحق، بل يتطلب تحقيق العدالة أولًا، كما يظهر في مواقف السيد المسيح ضد الفساد والظلم.

في اليهودية:
تعتبر العدالة من المبادئ الأساسية، حيث جاء في التوراة: “العدل والعدل فقط تتبع” (تثنية 16:20) فوفق التصور الديني اليهودي فأن السلام لا يتحقق إلا عندما يُرفع الظلم، ويتمتع الجميع بحقوقهم.

لذا العدالة تجلب السلام، ولكن السلام لا يضمن العدالة فعندما تتحقق العدالة، يشعر الجميع بالطمأنينة، وتُزال أسباب الصراعات، مما يؤدي إلى سلام حقيقي ومستدام، أما السلام بدون عدالة، فقد يكون مجرد حالة مؤقتة من غياب الحرب، لكنه قد يُخفي تحت سطحه قهرًا وظلمًا لا يلبث أن ينفجر.

على مر التاريخ، حاول البعض فرض السلام من خلال الاتفاقيات أو الحلول السياسية دون معالجة جذور الظلم، ولكن مثل هذا السلام كان هشًا وسرعان ما انهار، فالسلام لا يكون حقيقيًا ودائمًا إلا إذا كان مبنيًا على العدالة، ففي كل الأديان السماوية، العدالة هي الأساس، لأنها تمنع الظلم وتضمن حقوق الأفراد والمجتمعات، مما يهيئ البيئة المناسبة لتحقيق السلام العادل والشامل، ولكن السلام وحده، إذا لم يكن قائمًا على العدالة، لا يضمن حقوق الجميع وقد يكون مقدمة لصراعات جديدة.

نعم رجال الدين أرادوا السلام، ولكن للأسف لم ينجحوا في تحقيقه لانهم تجاهلوا العدل والعدالة التي هي عماد اي تفاهم او وئام او سلام بين اي فئتين مختلفتين او متصارعتين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]