منذ 7 أكتوبر، ازداد الرغبة في الهجرة بين أفراد المجتمع العربي، كما يظهر من دراسة أجراها المعهد للهجرة والاندماج الاجتماعي في المركز الأكاديمي "رابين". قبل الحرب، كانت نسبة المواطنين العرب الذين يرغبون في الهجرة 12%، ولكن مع نهاية عام 2024، ارتفعت هذه النسبة لأكثر من الضعف لتصل إلى 26%.

ركزت الدراسة على الرغبة في الهجرة بين الفئات العمرية القابلة للعمل (من 25 إلى 65 عامًا) في المجتمع الإسرائيلي. اعتمد الباحثون، د. سفيتلانا تشاتشاشفيلي-بولوتين، وبروفيسور كارين أميت، وبروفيسور نونا كوشنيروفيتش، ود. رويت تلمي-كوهين من الكلية الأكاديمية "أونو"، على استبيان شمل 632 مشاركًا من جميع أنحاء المجتمع الإسرائيلي.

الأمن والاقتصاد: الأسباب الرئيسية للهجرة

تكشف الدراسة أن 12% من المجتمع العربي عبروا عن رغبتهم في الهجرة قبل الحرب، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 14% في ديسمبر 2023. بعد عام، أعرب 26% من المستطلعين العرب عن رغبتهم في الهجرة.

في المقابل، ظل معدل الرغبة في الهجرة بين اليهود ثابتًا عند 18% قبل الحرب، ولكنه ارتفع إلى 24% في ديسمبر الأخير.

تتعلق الأسباب الرئيسية للرغبة في الهجرة بالأوضاع الأمنية والاقتصادية. حيث أشار 46% من العرب إلى الوضع الأمني كسبب رئيسي للهجرة، و40% إلى عدم القدرة على النمو الاقتصادي. في حين أن 31% من اليهود أشاروا إلى الوضع الأمني كسبب للهجرة، و19% إلى عدم القدرة على التقدم اقتصاديًا.

تصاعد العنف في المجتمع العربي: دافع رئيسي للهجرة

"ازداد العنف في المجتمع العربي بشكل كبير. الناس يخافون من أن يذهب أطفالهم بمفردهم إلى المدرسة"، تشرح د. سفيتلانا تشاتشاشفيلي-بولوتين، رئيسة المعهد للهجرة والاندماج الاجتماعي في المركز الأكاديمي "رابين". وتضيف: "الخوف من الخروج من المنزل والخوف من ردود الفعل ومن عواقب الحرب على المجتمع العربي يفسر نسبة الدافع الأمني المرتفعة". وتلاحظ أنه في المجتمع اليهودي، كانت الأشهر الأولى من الحرب مميزة بالعودة إلى البلاد، وبعد ذلك فقط زادت نسبة الراغبين في الهجرة.

أشار 47% من اليهود و30% من العرب إلى الشعور الوطني كسبب رئيسي للبقاء في البلاد. كما أن الروابط العائلية تعتبر سببًا مهمًا، حيث أفاد 30% من العرب و14% من اليهود بذلك. وفي المجتمع العربي، يعتبر الرابط التاريخي والثقافي (18%) هو السبب الثالث من حيث الأهمية، بينما الرابط الديني لدى اليهود (10%).

 الهجرة: توجهات بين الشباب والمستوى التعليمي

تشير البيانات إلى أن الأشخاص ذوي التعليم العالي يميلون أكثر إلى التفكير في الهجرة. في المجتمع اليهودي، 49% من الراغبين في الهجرة هم من الحاصلين على شهادات أكاديمية مقارنة بـ39% من غير المهتمين. وفي المجتمع العربي، الفارق أكبر حيث يرغب 34% من ذوي التعليم الأكاديمي في الهجرة، مقابل 23% فقط من الذين يرغبون في البقاء.

تؤكد الباحثة أن "ليس كافيًا أن يكون لديك شهادة أكاديمية، بل من المهم جدًا ما يتم دراسته". "المهن العابرة للحدود، التي تتأثر أقل بالبيئة الثقافية، مثل تكنولوجيا المعلومات، والمهن المطلوبة في دول أخرى، مثل الطب".

توضح الباحثات أن البيانات تشير إلى خطر تفاقم الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين المجتمع اليهودي والعربي، حيث أن المغادرين هم عادة من ذوي التعليم العالي. إذا استمرت هذه الظاهرة، قد تتعرض المجتمع العربي لفقدان الكوادر المؤهلة، مما سيؤثر سلبًا على تطوره الاقتصادي والاجتماعي.

"يوجد تشابه كبير بين المهاجرين اليهود والعرب"، تقول تشاتشاشفيلي-بولوتين. "في معظم الحالات، هؤلاء هم أشخاص أكثر تعليمًا مقارنة بمن يبقون. وهم أيضًا أصغر سنًا مقارنة بمن يبقون في البلاد، وغالبًا ما ينتمون إلى الطبقات المتوسطة العليا".

تشدد على أنه لا يتعلق الأمر بأنماط الهروب من مناطق الحرب كما في أوكرانيا، بل "الناس يرون مستقبلًا أفضل لأبنائهم. ليس لديهم أمل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]