تستعد البلاد لاستقبال موجة البرد القارس "كورال" خلال نهاية الأسبوع، مع احتمالية تساقط الثلوج في المرتفعات. هذه الأجواء الباردة لا تؤثر فقط على الطقس، بل تحمل معها تحديات صحية خطيرة، بدءًا من أمراض الشتاء المعتادة، مرورًا بالمشاكل الروماتيزمية، وصولًا إلى خطر انخفاض حرارة الجسم (الهيبوتيرميا)، الذي قد يكون مميتًا في بعض الحالات.
تأثير البرد على الفئات الأكثر عرضة للخطر
يحذر الأطباء من أن كبار السن، المرضى، الأطفال الرضع، والنساء الحوامل هم الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية الناجمة عن الطقس البارد.
وفقًا للدكتور شافير بوتنر، مدير مدرسة المسعفين في نجمة داوود الحمراء (מד"א)، فإن هذه الفئات تحتاج إلى رعاية خاصة خلال هذه الفترة، حيث يمكن أن يؤدي البرد القارس إلى تفاقم حالاتهم الصحية بشكل خطير.
1. خطر الهيبوتيرميا عند كبار السن:
انخفاض حرارة الجسم إلى أقل من 35 درجة مئوية قد يؤدي إلى تباطؤ في وظائف الجسم، فقدان الوعي، وأحيانًا الوفاة. وتشمل أعراضه الارتعاش، فقدان الإحساس، شحوب الجلد، وانخفاض معدل ضربات القلب. كما أن بعض كبار السن قد لا تظهر عليهم أعراض واضحة، مما يجعل الكشف عن حالتهم أكثر صعوبة.
2. الأطفال والتدفئة المفرطة:
يؤكد الدكتور ميكي شتاين، أخصائي طب الأطفال، أن الأطفال أكثر عرضة لفقدان الحرارة بسرعة، ولكن في الوقت نفسه، من الضروري تجنب المبالغة في تدفئتهم. ارتداء طبقات كثيرة من الملابس قد يحد من حركتهم ويؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم المفرط.
3. الحوامل والبرد:
النساء الحوامل أكثر عرضة للعدوى خلال فصل الشتاء، وقد يؤثر البرد الشديد على تدفق الدم إلى الرحم، مما يشكل خطرًا على الجنين. لذلك، ينصح الأطباء بالحفاظ على التدفئة المناسبة، ارتداء ملابس مناسبة، وأخذ اللقاحات الوقائية.
نصائح للوقاية والتعامل مع موجة البرد
التدفئة السليمة: استخدام وسائل تدفئة آمنة، مع تهوية المكان لتجنب تراكم الغازات السامة.
الملابس المناسبة: ارتداء طبقات من الملابس لتوفير العزل الحراري، دون تقييد الحركة.
الوقاية من الأمراض: تجنب الأماكن المزدحمة، غسل اليدين باستمرار، وارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة عند الضرورة.
مساعدة الفئات الضعيفة: التأكد من أن كبار السن والمرضى الذين يعيشون بمفردهم لديهم وسائل تدفئة كافية.
دور المؤسسات الصحية في دعم الفئات المتضررة
تعمل فرق الطوارئ والمساعدات الإنسانية على تقديم الدعم لمن يعانون من صعوبة في تدفئة منازلهم أو يحتاجون إلى مساعدة طبية بسبب البرد. يُنصح الجميع بالتواصل مع الأقارب والجيران المسنين والتأكد من سلامتهم خلال هذه الفترة الباردة.
موجة البرد القادمة تستدعي اتخاذ احتياطات جادة لحماية الصحة العامة، خاصة لدى الفئات الأكثر ضعفًا. من خلال الوعي واتخاذ التدابير المناسبة، يمكن تقليل المخاطر الناجمة عن الطقس البارد والحفاظ على السلامة العامة.
[email protected]
أضف تعليق