في مقابلة مع موقع بكرا، تحدث المحلل السياسي إسماعيل جمعة الريماوي عن آخر تطورات القضية الفلسطينية في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتأثير هذه التصريحات على الموقف العربي الرسمي.

وقال الريماوي إن القمة العربية الطارئة التي تم الاتفاق على عقدها لمناقشة التطورات الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية تمثل اختباراً تاريخياً للدول العربية. وأضاف أن المراقبين يرون في هذه القمة فرصة لمواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد ليس فقط الفلسطينيين، ولكن أيضاً الدول العربية المحيطة. ورغم التحديات التي تواجهها الجامعة العربية، إلا أن لديها القدرة على اتخاذ خطوات استراتيجية لمواجهة هذا التهديد، بما في ذلك تكثيف المساعدات الإنسانية لغزة والعمل على إعادة الإعمار، وهو ما يعزز صمود الفلسطينيين في مواجهة مخططات التهجير.
وأكد ريماوي أنه يمكن للدول العربية تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي للضغط على الإدارة الأمريكية وإسرائيل لوقف أي محاولات لتهجير الفلسطينيين. كما يمكنها اللجوء إلى الهيئات الأممية، مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة، للمطالبة باعتبار أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسريًا بمثابة تطهير عرقي وانتهاك للقانون الدولي. وأشار إلى أهمية تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك لحماية حقوق الفلسطينيين وإرسال رسالة قوية بأن الدول العربية مستعدة لاتخاذ خطوات عملية لحمايتهم.

ومع ذلك، أشار الريماوي إلى أن الموقف العربي الرسمي في القمم العربية السابقة غالباً ما اقتصر على البيانات والتصريحات التي لا تقدم حلولا ملموسة للفلسطينيين. ورأى أن هذا الموقف لا يرتقي إلى تطلعات الشعوب العربية التي تأمل في أفعال حقيقية لحماية القضية الفلسطينية.

وتابع الريماوي مؤكداً أن من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره وإقامة دولته على أرضه وفقاً للقانون الدولي، وأن أي محاولة لفرض التوطين القسري على الفلسطينيين خارج أرضهم تشكل انتهاكاً صارخاً لهذا الحق، وتشكل جريمة دولية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتقويض نضال الشعب الفلسطيني المشروع.

وعن تصريحات ترامب، قال الريماوي إن هذه التصريحات تعكس عقلية استعمارية تسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض بالقوة. وأضاف أن مثل هذه المحاولات لن تحظى بقبول من قبل الدول التي تؤمن بالعدالة والحق.

وفيما يتعلق بالموقف العربي، أشار الريماوي إلى أن رغم الرفض العربي الرسمي القاطع لتصريحات ترامب، إلا أن بعض الدول العربية ما زالت تراهن على عملية السلام مع إسرائيل ووهم حل الدولتين. وأوضح أن السعودية، على وجه الخصوص، قد تكون الأكثر تأثراً بهذا الجدل، خاصة بعد تحول موقفها حول القضية الفلسطينية، في محاولة لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

وأشار الريماوي إلى أن اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنشاء دولة فلسطينية على أراضٍ سعودية يزيد الأمور تعقيداً، لافتاً إلى أن هذا يعكس تحولاً في السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية، حيث أصبح "الاستقرار الوطني" هو الأولوية بالنسبة للعديد من الدول العربية بدلاً من التزامها بالقضية الفلسطينية.

واختتم الريماوي حديثه بالقول إن التحولات السياسية الإقليمية في المنطقة تُظهر أن إسرائيل لم تعد العدو الأساسي للدول العربية، وأن هناك تحولاً تدريجياً نحو إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل بغض النظر عن وجود دولة فلسطينية من عدمه. وأكد أن هذا الموقف يسهم في تقوية الموقف الصهيوني، ويُعد خطوة نحو تصفية القضية الفلسطينية، ما يضع الفلسطينيين أمام تحدٍ كبير في ظل عدم وجود دعم عربي فعّال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]