قدّم مسرح السرايا العربي في يافا، بواسطة المحامية سوسن زهر، صباح يوم الأحد التماسًا للمحكمة العليا ضد الشرطة الإسرائيلية والمستشارة القضائية للحكومة، للمطالبة بوقف تدخّل الشرطة في النّشاطات والمحتوى الفنّي للمسرح. ويأتي هذا الالتماس على إثر قيام شرطة إسرائيل بإلغاء نشاطين ثقافيّين في المسرح العام الماضي، أولهما عرض فيلم "جَنين جنين" من إخراج الفنّان محمّد بكري، ثمّ عرض فيلم "لد" من إخراج رامي يونس وسارة إما فريدلاند وبعد تهديدات من الشرطة بعدم السماح بعرض الأفلام بالمستقبل أيضاً.
وكان مسرح السرايا قد توجه أربع مرات في الأشهر الأخيرة إلى المستشارة القضائيّة للحكومة مطالبًا إيّاها باتّخاذ خطواتٍ قانونيّة وتوجيه الشّرطة بعدم التدخّل في الأنشطة الفنيّة، إلا أنّ المستشارة امتنعت عن اتّخاذ أي إجراءٍ كان.
وعلّقت المحامية سوسن زهر قائلة:"بعد أن تجاهلت المستشارة القضائيّة للحكومة التوجّهات المتكرّرة من المسرح لإصدار تعليمات للشّرطة بالكفّ عن التدخّل غير القانوني في المضامين الفنيّة لمسرح السّرايا، اضطررنا للتوجّه إلى المحكمة العليا. تستغلّ الشرطة صلاحيّاتها التنفيذيّة بشكل تعسّفي بهدف قمع وإسكات أي محتوى فنّي يتعارض مع مواقفها، خاصة إذا كان يبرز الرواية العربيّة-الفلسطينيّة. بذلك، تتصرف الشرطة وكأنّها فوق القانون، وتعمل في فراغ قانونيّ بهدف التّرويج لأجندة سياسيّة غير مشروعة وعنصريّة، دون تردد في انتهاك الحقوق الدستوريّة، وبدون أي تفويض قانونيّ يخولّها لذلك".
تهديد مباشر
وفي تعليق لمحمود أبو عريشة، مدير مسرح السرايا، قال:"لن نتعايش مع هذا الواقع الظلاميّ الذي تحاول الشرطة فرضه، حيث يعيش الفنّانون والمؤسّسات الثقافيّة تحت طائلة التّهديد المباشر بإغلاق الأنشطة الثقافيّة والتّدخل في المحتوى الفنّي. سنستمرّ في النّضال من أجل مساحاتنا ومساحة فنّانينا في الإبداع والخلق والعرض، ولن نقبل بأيّ جهة تحاول فرض نفسها رقيبةً على كلّ ذلك".
يذكر أنّ شرطة اسرائيل كانت قد ألغت مؤخّرًا عرض الفنّان نضال بدارنة "الكبّة الحديديّة" في حيفا، وقامت باعتقال الأخوين محمود وأحمد منى في القدس، واعتدت على المكتبة العلميّة في القدس التي يمتلكانها. كما وأصدرت أمر بإغلاق فرع "الجبهة" في حي وادي النّسناس في حيفا من أجل منع عرض فلم " جَنين جنين" في شهر آب (٨) المنصرم.
[email protected]
أضف تعليق