رغم أن انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى صفوف الهلال يمثل أغلى صفقة في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، إلا أن نهاية القصة كانت حزينة، والسبب إصابات اللاعب.
ولم يكن الهلال يعرف أن تعاقده مع نيمار قادمًا من باريس سان جيرمان في صيف 2023 مقابل 90 مليون يورو سيكون إحدى أسوأ الصفقات في تاريخ الدوري السعودي، إذ لم يلعب نجم السامبا سوى بضع مباريات طوال عام ونصف العام.
وكان طبيعيًا ألا ينتظر الهلال لنهاية عقد نيمار بنهاية الموسم الجاري، حيث أعلن النادي السعودي فسخ العقد وديًا يناير/ كانون الثاني الماضي، ليعود اللاعب في صفقة انتقال حر إلى سانتوس، الفريق الذي بدأ معه رحلة كرة القدم قبل نحو 16 عامًا.
وبينما كانت الآمال منعقدة على نيمار لقيادة الهلال لمنصات التتويج بعد فشل صفقة انضمام ليونيل ميسي، تعرض اللاعب مع منتخب البرازيل لإصابة قوية في الرباط الصليبي للركبة، بعد شهرين فقط على انضمامه للزعيم.
وأبعدت تلك الإصابة نيمار عن الملاعب لمدة وصلت إلى 369 يومًا، وهي أطول فترة غياب في مسيرته، ما أثار التساؤلات بالأوساط الرياضية السعودية حول مدى استفادة النادي بعد الملايين التي أنفقها.
وبعد أن قضى نيمار الموسم الأول من عقده بعيدًا عن الملعب، اشتاقت جماهير الهلال للاستمتاع بمهارات نجم السامبا بالموسم الثاني، إلا أن تأخر جاهزيته أبعده عن القائمة المحلية، واقتصرت مشاركاته في النصف الأول من الموسم على دوري النخبة الآسيوي.
وفي ثاني مباراة بعد العودة من الإصابة الطويلة، تعرض نجم السامبا لتمزق في العضلة الخلفية، ما أبعده مجددًا، ليقرر الهلال الإطاحة به توفيرًا للراتب الكبير الذي كان يحصل عليه دون أن يلعب.
لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الزعيم يتوقع أن تنتهي رحلة نيمار بقميص الفريق بعد أن لعب 7 مباريات فقط بكل البطولات، منها 3 مباريات كبديل.
قدر أم استهتار؟
قد يتبادر إلى الأذهان سؤال: لماذا تلقى نيمار هجومًا كبيرًا من الإعلام والسوشيال ميديا رغم أن تعرضه للإصابات المتكررة ربما يدخل في إطار الحوادث القدرية؟.
لكن الصورة الذهنية التي كونتها الجماهير عن لاعب منتخب البرازيل منذ بداية احترافه بأوروبا مع برشلونة هي أنه غير منضبط خارج الملعب، ما أثّر على حالته البدنية، وبالتالي أصبح عُرضة للإصابات.
وتساءل كثيرون عن سر تعرض نيمار لإصابات عديدة في فترات قصيرة، خصوصًا أن النجم البرازيلي له سجل طويل من الإصابات مع باريس سان جيرمان وبرشلونة.
وفي هذا الإطار، قال فوزي الجاسر، اختصاصي جراحة العظام والمفاصل والإصابات الرياضية، في تصريحات لصحيفة "الرياضية" السعودية، إن التأهيل البدني الذي أجراه نيمار بعد عمليته الجراحية في الرباط الصليبي للركبة لم يكن مكتملًا من ناحية التمارين، والتغذية، والانضباط.
وأضاف "لو كانت باقي العضلات سليمة للاعب إضافة إلى الانضباط في البرنامج التأهيلي لم تكن تحدث مثل هذه الإصابة الثانية".
وأوضح المصدر ذاته "كان يفترض عودة نيمار بشكل تدريجي مع الهلال بعد إصابته الأولى، وذلك بعد اكتمال البرنامج المعد والتأكد من جاهزيته من خلال إجراءات اختبارات قياسية مكثفة، ومن ثم دخول المباريات الرسمية حال وصول اللاعب إلى خط النهاية".
السر في الانضباط
كلمات الجاسر تلمح إلى أن نيمار لم يكن ملتزمًا بالبرنامج التأهيلي الذي خاضه بعد إصابته الأولى، خصوصًا أن إصابات الركبة تحتاج برامج مكثفة ودقيقة كي يعود المصاب بحالة تسمح له بممارسة اللعبة مجددًا، كما أنه معرض لإصابات جديدة بقميص سانتوس.
في الحقيقة إصابات الركبة لا تقتصر على لاعبي كرة القدم المحترفين فحسب، وإنما يمكن أن يتعرض لها أي هاوٍ يمارس اللعبة.
ومع أهمية البرنامج التأهيلي بعد هذا النوع من الإصابات، يجب اختيار الأدوات المساعدة بعناية شديدة، إذ أنها تمثل كلمة السر في إنجاح البرنامج.
[email protected]
أضف تعليق